بغداد: عواطف مدلول
يكمن الجانب الايجابي للتجارب القاسية التي نمر بها في حياتنا في أنها قد تكون دافعا لنا، لخلق عالم جديد مليء بالتحديات والتميز والنجاح، وهذا ما حصل فعلا مع دعاء غازي التي هاجرت إلى اميركا في العام 2008 وهي بعمر الثامنة عشرة حينها، حيث بدأت معاناتها التي استمرت تسعة سنوات، وقد تركت أثرها في شخصيتها، التي استطاعت بها أن تعبر حدود مخاوفها بشجاعة وصبر وتحقق حلما لم يكن بالحسبان الوصول اليه، اذ قامت بتأسيس منظمة للنساء المغتربات هناك،تؤكد دعاء أنها واجهت سلسلة من الصعوبات من بينها عدم التوفيق بزواجها وسرقة اولادها من قبل طليقها، في وقت كانت تجهل تماما التحدث باللغة الانكليزية وليس لديها اي علم بالامور القانونية في البلد الذي لجأت إليه، والتي ممكن أن تحل مشكلاتها وتنقذها من هذا الموقف الذي وضعت فيه بالغربة.
تقول: بمرور السنوات تمكنت من إكمال دراسة القانون واسترجاع حقوقي واطفالي، والعمل كضابط امن دفعني ذلك لأداء دوري بالحياة في مساعدة النساء اللواتي عشن تجربتي نفسها، وتعرضن للتعنيف كما حاولت ايجاد فرص عمل لهن، ومن هنا نصحني بعض المقربين بانشاء منظمة تعنى بشؤون النساء العربيات لاسيما اللاجئات، وتمكينهن قانونيا وثقافيا واجتماعيا وتوعيتهن بحقوقهن المشروعة، خصوصا أني أصبحت أملك خبرة كافية ودراية أوسع منهن بحكم تجربتي المرة التي عشتها، فقمت بتاسيس منظمة احتضان المرأة (ewo)عام 2020 وبعدها افتتحت فرعاً اخر بالعراق يهتم بالمواد القانونية، التي تؤثر في النساء في محاولة لتعديلها من أجل نصرتهن.
وتضيف: حاولت أن اصل صوتي للعراق بعد أن وجدت متطوعين لمساعدتي في ذلك مجانا، لا سيما أن منظمتي غير ربحية.
من جهة اخرى اصدرت دعاء كتابا في عام 2018 تناول قصة حياتها باللغة الانكليزية ومعاناتها مع القانون وحالة الخوف والجهل التي رافقتها في قضيتها، حيث يحمل الكتاب عنوان (لا يصدق) (unbelievabie) وسوف تقوم بترجمته للغة العربية قريبا.
كما تعمل حاليا على انجاز كتاب ثانٍ من المؤمل أن يصدر في شهر تشرين الاول المقبل، حيث يتحدث عن النسوية والمرأة من الإلوهية إلى العبودية عبر الحضارات وأدلجة المرأة الشرقية عبر التاريخ.