إقبال على مراكز تعليم الموسيقى في السعودية

الصفحة الاخيرة 2022/07/27
...

 الرياض: وكالات
 
يتابع رجل الأعمال السعودي أحمد عبدالله بشغف ابنته ياسمين وهي تلعب على آلة الاورغن ببراعة في مركز لتعليم الموسيقى في الرياض، في فرصة لم تتوفر لمحبي هذا الفن في المملكة حتى سنوات قليلة خلت.
ولم تتح هذه الفرصة لهذا الأب البالغ 42 عاماً مع التشدد الإسلامي الذي كان سائدا بالمملكة سابقا، لكنّه أكد أنّه حقق أمنيته أخيراً في تعلّم الموسيقى من خلال ابنته البالغة سبع سنوات.
وقال لوكالة فرانس برس في مدرسة "ياماها للموسيقى" في وسط الرياض "أرى نفسي فيها.. في الأمور التي لم يكن هناك فرصة لتحقيقها في طفولتي".
وأضاف الرجل الذي ارتدى الزي الخليجي التقليدي "الفرصة الآن أصبحت أكبر والاهتمام بالموسيقى يزداد، وباتت هناك مؤسسات ومدارس لم تكن موجودة من قبل".
وواصل بينما تتلقى ابنته توجيهات مدرسها المصري العشريني "الآن نفكر في الجيل المقبل، الذي اتيحت له فرص تعلم الموسيقى"، في غرفة عُلّقت فيها لافتة تقول "الموسيقى للجميع".
وتحضر ياسمين الآن حصة أسبوعياً مدتها نصف ساعة في المركز الذي يضم 140 متدرباً معظمهم من الأطفال، فضلاً عن ممارستها في المدرسة وفي المنزل على أورغن أهداه لها والدها.
وعُرفت السعودية لعقود بأنها بلد محافظ يضع قيوداً على تعلم الموسيقى والغناء والنحت، وهي أمور اعتبرت بمثابة "محرمات".
ولم تكن المدارس الحكومية أو الخاصة تضم قاعات أو دروساً لتعليم الموسيقى للطلاب، كما لم تكن تُنظم حفلات غنائية 
عامة.
لكن منذ تسلّم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تشهد السعودية انفتاحاً اجتماعياً بعد عقود من الإغلاق والقيود المشدّدة التي فُرضت على مجتمع غالبيته من الجيل الشاب.
فسُمح للنساء بقيادة السيارات، وباتت الحفلات الغنائية مسموحة.
 وباتت أنغام الموسيقى تصدح في مطاعم السعودية ومقاهيها التي لم تعد مطالبة بالإغلاق في أوقات الصلاة.
وتضم المملكة حالياً أكثر من خمسة مراكز لتعليم الموسيقى في العاصمة الرياض ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وسط إقبال كبير من الأسر السعودية المحبة للفنون. 
واستحدثت السعودية في العام 2020 "هيئة للموسيقى" لتأسيس صناعة احترافية للفنون الموسيقية وتوفير التراخيص للمراكز الموسيقية، وأتاحت في برنامج منفصل دورات للموهوبين الراغبين في "ممارسة الموسيقى
كمهنة". 
وأدرجت 100 مدرسة أهلية تعليم الموسيقى ضمن برامجها خلال العام الدراسي الحالي. والمدرّسون في مراكز تعليم الموسيقى أجانب ينتمون لمدارس موسيقية 
متنوعة.