اللــواء الدكــــتور / عـــــدي ســـمير الحســانـــي
نتيجة للتطور التكنولوجي في جميع مجالات الحياة المختلفة والتي تطورت معه كافة النواحي العلمية والفنية والاجتماعية والذي جعل من العالم قرية صغيرة بيد كل من يُريد أن يقتنيه وهو جهاز الهاتف النقال، هذا الجهاز الذي تطور خلال السنوات القليلة الماضية وأصبح أهم ما يمكن أن يرافق الإنسان في جميع فعاليات الإنسان الحياتية اليومية، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه كونه أصبح المرافق الوفي والمنقذ من كل الأزمات التي تواجه الإنسان فهو يحتوي على كل ما يحتاجه من أبسطها الإضاءة إلى إجراء العمليات الحسابية إلى حافظة للمعلومات والصور والوثائق وصولاً إلى جهاز طبي لقياس نبضات القلب وغيرها الكثير بحيث أصبحت حاجته مُلحة ولا بُد منه في كل زمان ومكان.
ويعتمد استخدامه على ما تتطلبه الضرورات الآنية واحتياجاته الفورية الطبيعية، ولكن قد يُساء استخدامه ويتحول إلى جهاز قاتل للمشاعر والعواطف الإنسانية.
فعندما يُستخدم بشكل خاطئ من قبل الأطفال من دون رقابة أبوية ويتحول معه الطفل إلى مدمن إضاءة هذا الجهاز والذي تُتلف معه اعصاب العين والعقل مما يولد إعاقة دائمية ومعاناة مستقبلية يدفع ثمنها الأهل، فقد يستخدمه البعض لإزعاج الآخرين باتصالات دون التقييد بساعات الاتصال التي حتمتها علينا الأعراف والتقاليد أو برسائل تافهة لا قيمة لها لتفقد أهميتها وتدخل في عداد الرسائل المتكررة والمدورة.
كما قد يُسيء استخدامه بعض الشباب عندما يتحولوا بتكنلوجيا هذا الجهاز إلى أدوات شيطانية مرعبة للغير وذلك بقيامهم بتصوير الآخرين في الأماكن العامة لا سيما العوائل والبنات الذين يتصرفون بعفوية وذلك لشعورهم بالأمان الذي تفرضه القوانين والأعراف والتقاليد، ليتم بعدها الولوج في المحظور والنشر في مواقع التواصل الاجتماعية والتشهير بأعراض الناس بتصرفات صبيانية عشوائية.
أو من يحاول أن يستخدمه لتسجيل جلسات خاصة أو اجتماعات سرية لغايات خبيثة وترويجها من أجل غايات معينة أقل ما يمكن أن يُطلق عليها أنها دنيئة.
والأخطر من هذا وذاك هو تسجيل المكالمات للآخرين الذين يتعاملون بعفوية مبنية على أساس الثقة التي من المفترض أن تكون متبادلة ما بين طرفي الاتصال لاسيما من بعض الفتيات التي تضع جُل ثقتها بشخص المقابل الذي ترك إنسانيته على أعتاب عفوية شبابه ورجولته التي انتزعها ليرتدي رداءً أسود قبيحاً ليكون أداة ابتزاز محاولاً الاستفادة المادية ممن وضعت ثقتها به، أو أن يصبح شريكاً في هذه العملية لأغراض دنيوية دنيئة.
إن الثقافة المجتمعية التي أساسها الثقافة الأسرية والتربية الصحيحة التي تُجنب الوقوع في الخطأ والذي يدفع ثمنه الأهل نتيجة طيش أبنائهم وتصرفاتهم والتي تؤسس لنزاعات ومشكلات بسبب انتهاك الخصوصية الشخصية مما قد يؤثر بشكل أو بأخر في الاستقرار المجتمعي.