سلاماً يا عراق

العراق 2022/08/14
...

اللواء الدكـتور عدي سمير الحساني 

قد تتخلل تلك الاحتكاكات مواقف للبعض على حساب أحد طرفي النزاع كلا حسب تفكيره أو صلة الارتباط بهذا الطرف أو ذاك وهو أمر طبيعي أيضاً 

تَسود المجتمعات بمختلف تفاصيلها مشكلات، فعلى مستوى العائلة الواحدة قد تنشأ احتكاكات اُسرية ما بين الإخوان أو الزوج مع زوجته الآباء مع الأبناء وهو أمر طبيعي قد لا تخلو منه أي عائلة عراقية، وهكذا باقي المجتمعات الأخرى مثلاً الأقارب أو الجيران أو حتى على نطاق الوظيفة العامة وكل ذلك بسبب الظروف المحيطة بأفراد تلك المجتمعات التي تولد مواقف تُسبب الاحتكاك بينهم والتي قد تنتهي بالتراضي أو بقوة القانون ولكن بالنهاية لا يبقى لها ذكر بسبب التقادم وبنعمة من نعم الله التي أنعم بها على عباده وهي نعمة النسيان.
لتستمر عجلة الحياة من دون توقف وفقاً للنهج الاجتماعي السائد، وهي من بديهيات الحياة التي رسمتها الفعاليات الحياتية اليومية للبشرية جمعاء.
وقد تتخلل تلك الاحتكاكات مواقف للبعض على حساب أحد طرفي النزاع كلاً حسب تفكيره أو صلة الارتباط بهذا الطرف أو ذاك وهو أمر طبيعي أيضاً.
وقد يتدخل البعض بمحضر خير وهي من الصفات النبيلة التي يتميز بها العراقيون ويتنازل أحد طرفي النزاع عن الآخر (التسامح) وهي من الشجاعة فالعفو عند المقدرة.
أو قد يتدخل البعض بمحضر شر ويزيد من الخلاف لمصالح شخصية ودنيوية أو بعضهم يمتلك نفس الشر ليصبح وقوداً لنار ليُزيد شدة النزاع وهم شياطين إنسية ملعونين في الدنيا والآخرة.
فاليوم العراق يمر بأزمة نتيجة اختلاف الرؤى بين جماهيره الدافع واحد وهو (حب الوطن) والتي وإن اشتدت أو تطورت فأنها في النهاية منتهية فالعراق عراقنا والشعب شعبنا والأرض أرضنا، تربطنا روابط عدة أهمها الوطن.
فلننظر بنظرة افتراضية إلى المستقبل القريب سنجد أنفسنا أصبحنا تحت التراب لتأتي أجيال أخرى تعيش على نفس الأرض وبنفس الرابطة وهم أبناؤنا وأحفادنا يحتاجون منا إلى أن نؤمن لهم العيش على أرض المقدسات بدون مشكلات ولا نزاعات، بعراق خالٍ من كل ما يُكعر العيش الرغيد، فعلينا أن نؤسس لهم ما يجعلهم قادرين على أن يتخطوا الصعاب لينجوا بهذا البلد إلى بر الأمان.
فالبعض يحاول أن يُزيد شدة الخلاف والبعض من يسعى إلى تشتيت وحدة الشعب الواحد، كلا وألف كلا عراقنا وشعبنا سيبقى موحداً وسيتخطى هذه المرحلة بحكمة الأخيار، أنتم قادتنا نقبل جباهكم على أن تجعلوا للود مكاناً في أخطر مرحلة قد يمُر بها هذا البلد، بلد تزاحمت في تاريخه أعرق الحضارات وأفضل القوانين وأروع المواقف الإنسانية والبطولية.
اللهم احفظ العراق وشعبه وأرضه.