النجف الأشرف: حسين الكعبي
تَحدثت بيئة محافظة النجف الأشرف عن مخاطر تواجه الثروة السمكية في شط الكوفة، فيما أكدت أن ذلك يهدد مصدر الرزق لآلاف العوائل القاطنة بالمنطقة. وقال مسؤول وحدة التنوع الإحيائي في مديرية بيئة المحافظة حيدر فليح حسن لـ"الصباح": إن أولى تلك المخاطر هي الصيد الجائر، والذي لا يقتصر على مواسم تكاثر الأسماك فقط، وإنما باستخدام الطعوم السامة والمواد الكيميائية والمبيدات والصعق الكهربائي، إضافة إلى استخدام الشباك الناعمة. وأضاف أن استخدام هذه الطرق في الصيد يؤدي إلى قتل جميع الأسماك والكائنات الحية في مياه النهر، كما أن المواد الكيميائية تؤثر سلباً في النباتات والبيئة المائية برمتها وليس الأسماك فقط ، ما يسبب إبادة لجميع أشكال الحياة في المسطحات المائية وانقراض أنواع مميزة من الأسماك المحلية. ونبه حسن على أن التهديد الآخر الفاعل، هو الانخفاض الكبير بمناسيب المياه نتيجة الشح الحاصل بمياه نهري دجلة والفرات والروافد القادمة من دول الجوار، فضلاً عن تراجع معدلات هطول الأمطار للعام الثالث على التوالي، والتي سببت جميعها انخفاضاً بكمية الأوكسجين المذاب بالماء، وبالتالي ارتفاع نسب الأمراض التنفسية التي تصيب الأسماك. أما النوع الآخر من التهديد، فأوضح أن هناك أنواعاً من الأسماك الغريبة أدخلت إلى شط الكوفة للاستفادة منها اقتصادياً، إلا أنها تقوم بافتراس الأسماك المحلية المعروفة فيه وهي البني والكطان والشبوط والحمري والشانك وأبو خريزة والكارب وأبو الزمير والجري وأبو الحكم.
وتابع مسؤول وحدة التنوع الإحيائي، أن أخطر أنواع الأسماك المهددة للأنواع المحلية، هو سمك (البلطي) الذي تم جلبه من مصر بعد العام 2003، ويمتاز بسهولة تربيته وسرعة تكاثره ونموه ما يحقق عوائد مادية سريعة لمربيه، بيد أنه مفترس للأنواع الأخرى من الأسماك، مؤكداً منع دائرته منح إجازات تربيته، وتعمل حالياً على الحد من تواجده.
تحرير: مصطفى مجيد