بغداد: الصباح
تعهد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، بالمضي في العمل مع الجهات الحكومية لإعادة إعمار مدينة الموصل وإكمال مشاريعها القائمة، وأجرى رشيد رفقة وفد وزاري وحكومي رفيع أمس الأربعاء جولة تفقدية في محافظة نينوى والتقى المواطنين والمسؤولين في حكومتها المحلية.وقال رشيد في تغريدة له عبر "تويتر": "في الموصل بين أهلنا للاستماع إلى مشكلاتهم والوقوف على واقع المدينة التي عانت جراء الإرهاب الداعشي الذي حاول عبثاً طمس هويتها المتنوعة والمتعايشة بسلام"، وأكد "سنعمل مع الجهات الحكومية لإعادة إعمار المدينة، وإكمال المشاريع القائمة والنهوض بالواقع المعيشي والخدمي لأهاليها".
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية، أنَّ "رئيس الجمهورية عبداللطيف جمال رشيد وصل أمس الأربعاء إلى محافظة نينوى للاطلاع على أحوال المدينة وسكانها"، مبيناً أنَّ "رشيد رافقه عدد من الوزراء وهم كل من (وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري ووزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله ووزير البيئة نزار ئاميدي ووزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني ووزيرة الهجرة والمهجرين ايفان فائق جابرو) وعدد من كبار المسؤولين".
وأضاف أن "رشيد زار عند وصوله نينوى مبنى المحافظة، والتقى المحافظ نجم الجبوري، والكادر الإداري المتقدم في مجلس المحافظة، بالإضافة إلى القادة الأمنيين وعدد من نواب المحافظة"، ودعا رئيس الجمهورية، وفقاً للبيان، إلى "ضرورة السعي الجاد من قبل جميع الجهات ذات العلاقة لإحياء المحافظة اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً"، وأكد أنَّ "الموصل قادرة على تجاوز الفترات المظلمة إبان العصابات التكفيرية والعودة إلى مكانتها السابقة وحل مشكلاتها وتعزيز استقرارها الأمني ووحدة سكانها"، لافتاً إلى "أهمية العمل الجدي لتنفيذ وتلبية المطالب المشروعة لأبناء المحافظة وصولاً إلى نتائج إيجابية ترتقي بواقعها وتحقق آمال أبنائها في حياة حرة كريمة".
وأشار إلى "أهمية تعزيز السلم الأهلي وتمتين الروابط الاجتماعية من خلال الحث على تبني الأفكار الإيجابية التي تذلل العقبات أمام تطور الموصل في المجالات كافة"، مشدداً على "ضرورة الارتقاء بالواقع الخدمي للموصل من خلال إعادة إعمار المناطق المحررة فيها وتبني التخطيط الحديث والبدء بإنجاز المشاريع ذات التماس المباشر بحياة المواطنين وبما يؤمن جميع متطلباتهم".
وزار رئيس الجمهورية دار العجزة ودار الأيتام في الموصل، حيث تجول في الدارين وتحدث مع العاملين فيهما وشدّ على أيديهم، موجهاً بتوفير جميع مستلزماتهما، واطلع على الخدمات المقدمة لنزلاء دار العجزة من كبار السن ومستوى الرعاية الصحية والاجتماعية المقدمة لهم والسبل الكفيلة بتأمين متطلباتهم.
كما تفقد رشيد الأطفال اليتامى المقيمين في دار الأيتام واستفسر عن أوضاعهم ودراستهم وحاجاتهم، حاثاً إياهم على مواصلة التعلم والمثابرة، ليكونوا عناصر فاعلة في بناء مستقبل العراق. وضمن برنامج زيارته لمحافظة نينوى، زار رشيد، مدرسة "حطين" الابتدائية التي استخدمتها عصابات "داعش" كسجن ومكان لتنفيذ الإعدامات ضد المواطنين، وأكد أنَّ "زمن الإرهاب قد انتهى والآن هو زمن الحرية والتقدم والاستقرار والأمان".
كما أجرى رئيس الجمهورية والوفد الوزاري المرافق له، زيارة إلى جامعة الموصل، وقام بزيارة المكتبة المركزية في الجامعة التي تعد من المكتبات العريقة وتضم أكثر من مليون كتاب ومصدر علمي وأدبي، وقام رشيد بإهداء مجموعة من الكتب إلى المكتبة، كما اطلع على متحف داخل المكتبة ضم آثار الدمار الذي خلفته عصابات "داعش" على بعض الكتب والمخطوطات إضافة إلى أعمال للطلبة بمختلف الاختصاصات.
وأشار رئيس الجمهورية خلال لقائه الطلبة والكادر التدريسي في الجامعة، إلى أنَّ الموصل هي بيت لكل العراقيين وتجمع كل مكوناته، وأشاد بعراقة جامعة الموصل ودورها المتميز في تنمية المجتمع ورفد البلاد بالكفاءات في مختلف المجالات منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي ولغاية اللحظة، عادّاً إياها، جامعة متميزة على المستوى المحلي والدولي، أسوة بتميز الجامعات العراقية الأخرى.
وزار رشيد، أيضاً، محكمة استئناف نينوى واطلع على الجهد المبذول من قبل القضاء في محافظة نينوى والتقدم الحاصل في تقديم الخدمات القضائية والقانونية للمواطنين.
وضمن جولته التفقدية في نينوى زار رئيس الجمهورية والوفد الوزاري المرافق، كنيسة "الطاهرة" في مدينة الموصل وعدداً آخر من الكنائس المجاورة لها، حيث تجول في المنطقة واطلع على حركة الإعمار الجارية لعدد من الكنائس التي تعرضت للدمار في فترة الإرهاب الداعشي المجرم. وزار رشيد، أيضاً، "جامع النوري" في الموصل، حيث اطلع عن كثب على المراحل الجارية لإعادة إعماره، مؤكداً ضرورة إعادة إعمار "جامع النوري" و"منارة الحدباء" وفق المعايير العالمية والحفاظ على شكلهما التراثي والتاريخي، وتجاوز آثار الإرهاب الظلامي الجبان.
ولدى لقائه جمعاً من أهالي الموصل من شيوخ العشائر ووجهائها، أعرب رئيس الجمهورية عن سعادته لقيامه بهذه الزيارة، وشكره على حفاوة الاستقبال، مشيرا إلى أنَّ "الموصل والعديد من المدن عانت الكثير بسبب الإرهاب الذي سعى لاستهداف التعايش المجتمعي بين مختلف المكونات والأطياف العراقية، لكن تكاتف العراقيين ووعيهم فوّت الفرصة على من أراد العبث بالبلد وتهديد السلم المجتمعي".
وشدد على ضرورة تجاوز آثار الإرهاب عبر إعادة البناء والإعمار والعمل على تذليل الصعوبات لضمان عودة النازحين إلى منازلهم وغلق هذا الملف بصورة نهائية، مبيناً أنَّ "الحكومة وضعت في برنامجها الوزاري خططاً طموحة للارتقاء بجميع المحافظات عبر مشاريع البنى التحتية الأساسية، وتعزيز الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين".
ولفت إلى ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في الموصل، لتشجيع حركة الاستثمار والقطاع الخاص في سبيل تطوير المدينة لتصل إلى المكانة المرموقة التي تستحقها، كما أكد ضرورة دعم الشباب وفتح الفرص أمامهم ليكونوا مساهمين في النهوض بمدينتهم، والعمل على دعم القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية التي ستنعكس إيجاباً على المدينة وأهلها، وفقاً للبيان.
كما زار رئيس الجمهورية كنيسة الطاهرة الكبرى في قضاء الحمدانية في محافظة نينوى، معبراً عن شكره العميق للمشاعر الطيبة للأهالي وعن سعادته بزيارة قضاء الحمدانية ولقاء أهله.
لدى أشادته بصمودهم بوجه الإرهاب، لفت إلى أن المكون المسيحي عبّر عن شجاعته بثباته جنباً إلى جنب مع سائر العراقيين في مواجهة التحديات والمصاعب، مشيراً إلى أهمية النهوض بالقضاء وتلبية المطالب المشروعة لأهله.
تحرير: محمد الأنصاري