تقييم موضوعي

الرياضة 2023/01/04
...

خالد جاسم

دخلنا دورة سنة جديدة مفعمة بالأمل والحب والتفاؤل بالآتي والقادم في عراقنا الحبيب ولاشك أن العام الحالي الذي دشنّا عد أيامه سيحفل بأحداث رياضية كثيرة قد تتنوع فيها معالم النجاح والفشل كما تختلف خلالها درجات عطاء الرياضيين وأداء الاتحادات الرياضية، تماماً كما في السنوات القليلة الماضية التي كانت أعواماً استثنائية للرياضة العراقية في ضوء ماشهدته المفكرة الرياضية من وقائع ومناسبات اختلفت فيها درجات تقييم النجاح من اتحاد مركزي إلى آخر كما حضرت فيها عناصر الإخفاق والفشل لاتحادات رياضية أخرى حيث كانت مناسبة المشاركة في العديد من البطولات والدورات الإقليمية والعربية والقارية والعالمية هي محك الاختبار الحقيقي لقدرات هذه الاتحادات وتحديد معالم فشلها من نجاحها في التخطيط ورسم مفردات الأداء والنتائج للمنتخبات الوطنية المنضوية تحت ألوية تلك الاتحادات، خصوصاً بعد أن رفعت اللجنة الأولمبية الوطنية وبوقت مبكر شعار ومبدأ أن تكون كل سنة جديدة هي عام امتداد الإنجازات والنجاحات بعد أن استنفرت الجهود ووظفت القدرات الفنية والمادية والإدارية في خدمة تحقيق هذا الهدف ومنحت الاتحادات الرياضية كل الصلاحيات من أجل بلوغ الأفضل والأحسن ووفق ماسجلته الاتحادات نفسها من معالم تحدد مواقع منتخباتها وطبيعة الحصيلة من الأوسمة التي تحصدها في هذه البطولة أو تلك الدورة ومن دون أن تتدخل اللجنة الأولمبية في الخصوصيات الفنية المتعلقة بمشاركة هذه الاتحادات التي اضطلعت بالمسؤولية الكاملة عن نتائج منتخباتها . 

ورغم القفزة النوعية  التي تحققت للرياضة العراقية من خلال المشاركات الإيجابية للكثير من منتخباتنا الوطنية في مختلف الألعاب وهو مايمنح رياضتنا درجة جيدة من النجاح مقارنة بما تحقق في الأعوام المنصرمة من جهة ومقارنة بواقع الحال المعروف في العراق قياساً بواقع حال الرياضة في الدول الأخرى سواء التي تقدمت علينا أو التي تقدمنا عليها من جهة ثانية، إلا أن المتفق عليه أن مجمل الحصيلة العراقية في عام 2022 لم يرتق إلى مستوى الطموحات الكبيرة أولم يكن منسجماً مع حجم الإمكانات والقدرات الفنية والمادية التي تهيأت أمام تلك الاتحادات بعد أن خيبت العديد من منتخباتنا الآمال وخرجت بحصاد متواضع وعلى العكس من اتحادات أخرى حققت درجات عالية من النجاح بل إن بعضها اقترب من سقف الإنجاز الحقيقي وغير المتوقع في ذات الوقت . وأمام هذا التنوع والاختلاف في الحصاد العراقي على مستوى الأداء والنتائج فإن مسؤولية المكتب التنفيذي الجديد في اللجنة الأولمبية  تتطلب وضع عطاء كل الاتحادات المركزية في ميزان التقييم الحقيقي والجاد والموضوعي على أرض الحساب ليس من باب المساءلة والعقاب لمن أخفق مع مكافأة المبدع وصاحب النجاح بل لوضع ستراتيجية عمل جديدة للعمل الرياضي الأولمبي تستوعب معطيات المرحلة السابقة من عمل الاتحادات الرياضية ومايجب عمله في المرحلة المقبلة بعد أن تشخص أسباب الخلل ومواطن الداء في الجسد الرياضي العراقي لأن ماتحقق من نجاح بحاجة إلى تطوير وهو بمثابة نقطة البداية نحو الأفضل وليس نهاية المشوار وأن يكون عام 2023 هو عام التطلعات الجديدة لنجاحات قادمة على شتى الأصعدة بعد أن نحسن استيعاب الدروس ونضع اليد على مكامن الضعف ووضع المعالجات الموضوعية والصحيحة التي تمنح لمن أجاد وأبدع ولمن فشل وأخفق مايستحق لأن ماحفلت به مسيرة العام الفائت سلباً وإيجاباً يتضمن أشياء يجب أن لاتمر مرور الكرام