القوة الناعمة ودورها في بناء الوعي المجتمعي

الصفحة الاخيرة 2023/01/07
...

 القاهرة: اسراء خليفة 


 أقام ملتقى الهناجر الثقافي في دار الأوبرا المصرية ندوة بعنوان "القوة الناعمة وبناء الوعي".  وأكدت مديرة ومؤسسة الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد أن "القوة الناعمة هي المفهوم المقابل للقوة الصلبة والخشنة أو العسكرية، وإن كانت القوة العسكرية في كثير من الأحيان تقوم بمهام القوة الناعمة، مثل المعونات العسكرية والمناورات، وأن القوة الناعمة متعددة الروافد والمحاور والرؤى، وهي مفهوم دقيق وحساس وجميل وسبيل للعلم والمعرفة".  ومن جانبه، قال الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي في مصر الأنبا إرميا، إن "المركز الثقافي القبطي يعد أحد أذرع القوة الناعمة التي تعرف بقدرتها على التأثير، وهي سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الإقناع بدلا من الإرغام والضغط بالقوة العسكرية، وهي أيضا السلاح الأقوى لمواجهة أوجه التطرف والإرهاب كافة".

 وأكد أهمية قيام رجال الدين بإبراز السمات والأخلاق الطيبة، ونبذ الإرهاب والعنف، ونزع الكراهية وبث الحب والحرية الحقيقية، من خلال الخطاب الديي الذي له أكبر تأثير على أفراد المجتمع.

من جهته قال الكاتب رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية عماد الدين حسين، إن "الإعلام له تأثير كبير كأحد أذرع القوة الناعمة، وهو ناقل للخبر، وإذا صلح المجتمع صلح الإعلام وتواجدت الشفافية والمصداقية في نقل الخبر عن الحدث، وأن القوة الناعمة هي حصيلة لعدد من القوى منها القوة العسكرية".

كما وأكد الفنان المهندس محمد ثروت، أن "القوة الناعمة تكمن داخل الإنسان نفسه، وبعودة الإنسان لقيمه ومبادئه الأصيلة التي لا تتغير". 

وأوضح أستاذ التنمية والتخطيط الدكتور صلاح هاشم، أنه إذا ما فشلت القوة الناعمة في أداء مهامها، فسنحتاج وقتها للقوة العسكرية، "وندرك جيداً أن أي مستعمر يعلم مدى تأثير وأهمية الثقافة والقوة الناعمة والوعي، لذا كان المستعمر في الماضي يحرق المكتبات، ويبعد الشعب عن التعليم والثقافة تماماً، والاستقرار الحقيقي هو الذي ينتج عن استقرار ونهوض القوة الناعمة"، على حد قوله.

وأضاف الفنان طارق الدسوقي: إذا أردنا إعادة صياغة فكر ووجدان المجتمع بما يتناسب مع المرحلة الراهنة التي تواجه الكثير من التحديات والمخاطر، فيجب أن يرسخ أي عمل فني الهوية الوطنية بكل ما تحمله من عادات وتقاليد وقيم ولغة، وأن يعمل على ترسيخ روح الانتماء وحب الوطن لدى الشباب.  وأكد أن "صمام الأمان للوطن، هو في ترابط شعبها إلى قيام الساعة، ويلقى الضوء على فترات ونماذج مشرفة ومشرقة، ويخوص في مشكلات وهموم الناس ويحاول طرح حلول لها". كما وتضمن الملتقى باقة من الفقرات الغنائية.