بيروت : جبار عودة الخطاط
بعد أن سجل الفرقاء السياسيون في لبنان عجزاً واضحاً في انتخاب رئيس جديد للبلاد، أفادت المعلومات أمس الجمعة بأنَّ العاصمة الفرنسية ستحتضن اجتماعاً أميركياً فرنسياً سعودياً للبحث في كيفية مقاربة معضلة الملف الرئاسي، بينما حذّر النائب فؤاد مخزومي من أنَّ الوضع سيتدهور يومياً في حال لم نشهد انتخاب رئيس وحكومة جديدة تترافق معها الإصلاحات المطلوبة.
اللقاء بين المسؤولين الأميركان والفرنسيين لم يتم التعرف على مستوى تمثيل الأطراف الثلاثة فيه غير أن التسريبات ترجح أن يكون على مستوى المستشارين في خارجية الدول الثلاث وقد حدد له يوم 15 من الشهر الجاري موعداً أولياً، وإنه سيبحث الملف اللبناني ولاسيما أزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون مكملاً لما تم تداوله في اجتماعات سابقة عقدت بين الأطراف المذكورة في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في وقت سابق، حيث خلصت النقاشات في حينها إلى ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية، لحاجة لبنان الماسة إلى الإصلاحات اللازمة التي يفترض أن تنهض بها الحكومة الجديدة التي تكون الخطوة التالية لانتخاب رئيس الجمهورية.
في السياق لفت رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب صباح أمس الجمعة، إلى أنه "تم التوافق خلال اللقاء على أنَّ الأولوية تبقى في انتخاب رئيس للجمهورية، مشدداً على أنَّ (المعارضة السيادية) تفوق الـ45 نائباً وقد أثبتت ذلك من خلال تصويتها في كل جلسات انتخاب الرئيس"، وأضاف أنَّ ما يتطلب انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، في الوقت الذي نرى فيه نواباً اعتمدوا الورقة البيضاء أو أسماء غير جدية ليغادروا القاعة بعدها، معتبراً أنَّ هذا التصرف مؤشر واضح على انهم لا يريدون التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد، في حين أنَّ الدولار لامس الـ46000 ليرة مع موازنة، أقرت بـ63 صوتاً فقط"، وحذّر مخزومي من أنَّ "الوضع سيتدهور يومياً في حال لم نشهد انتخاب رئيس وحكومة جديدة تترافق معها الإصلاحات المطلوبة للتوصل إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي".
بدوره أعلن النائب غسان سكاف، في تصريح صحفي إنَّه بحث "مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كل الأسماء المطروحة للرئاسة، وتم طرح اسم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب"، موضحاً أنَّ "اجتماعه بالنائب باسيل له أهمية كبرى ولديه أسماء مطروحة لرئاسة الجمهورية ولدينا أسماء أيضاً". ولفت إلى "أنني أسعى لاستكشاف المساحات المشتركة بين القوى السياسية في الملف الرئاسي، ونرفض أن يأتي الخارج باسم رئيس الجمهورية"، معتبراً أنَّ النائب ميشال معوض "ما زال المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية، والتفتيش عن بديل له غير مطروح الآن ولم يطرح".
وكان المكتب الإعلامي لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب قد نفى تسويق اسمه كمرشح للرئاسة خلال زيارته لأميركا وجاء في البيان إلى أنَّ "وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب يأسف للدس المتعمد لأخبار كاذبة من نسج خيال أصحابها حول التسويق لنفسه رئاسياً في اجتماعات أجراها مؤخراً في واشنطن على هامش قضائه إجازة عائلية في عطلة الأعياد، كما سبق أن درجت العادة منذ أن تولى الحقيبة الوزارية الحالية في أيلول 2021 ولتاريخه".
وأضاف البيان أنَّ "اجتماعات الوزير بوحبيب كافة تتم بحضور وعلى مسمع من دبلوماسيين لبنانيين يعكسون التنوع اللبناني، لأنه مؤمن بلبنان الرسالة الغني بتعدديته، ويثق بالعمل المؤسساتي الشفاف والواضح". وأكد أنه "خلافاً لبعض الفبركات الصحفية، فالفخر كل الفخر أنه يسوق في كل رحلاته الخارجية ومنها إلى بروكسل، برشلونة، أثينا، فاس، مدريد، روما وواشنطن لحل مستدام للنزوح الذي أصبح يشكل خطراً" وجودياً" على لبنان وشعبه وديمومته".