بغداد: نوارة محمد
«هذ الكبسولات ستحققُ حلمك في الوصول للوزن المثالي.. معنا الحل مضمون.»
قيل هذا في مقطع فيديو ترويجي لمنتج حبوب التنحيف، وما إن سمعت هذا حتى خُيل لي أنني في عالم آخر، عالم بدا معه كل شيء ممكناً ومتاحاً. والأغرب من ذلك أن ردود الفعل توالت على صاحب الصفحة الممولة في “فيس بوك” بآلاف الاعجابات ومئات المشاركات، وكثيرون عّبروا عن رغبتهم الشديدة بتجربة هذا المنتج السحري.
تلاقي منتجات التنحيف والتسمين رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة، إذ يجدها كثيرون حلاً مثالياً لإنقاص الوزن أو زيادته دون اللجوء إلى الرياضة أو اعتماد نظام غذائي خاص. لكن الدعم الأكبر الذين تلاقيه هذه المنتجات مرتبط بإعلانات مدفوعة الثمن لمشاهير ونجوم محركات البحث فيس بوك وانستغرام المتحكمين بأمزجة وعقول الشُبان. إذ تقول آيات مؤيد التي تخرجت في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد: حين فرغت من الجامعة زاد وزني بشكل ملحوظ، ولأني لست صاحبة قرار وإرادة فشلت في التخلص من هذه الكيلوغرامات التي أصبحت سبب كآبتي المزمنة، ولجأت لحبوب التنحيف وشراب قاطع للشهية الذي قرأت عنه مراراً قبل خوض هذه التجربة، وقد اطمأن قلبي حين استمعت «للبلوگر» همسة ماجد وهي تروج لنا قصتها مع نزول الوزن السريع من دون ممارسة الرياضة بمساعدة حارق الدهون Active slim.
أدوية التنحيف لها مخاطر غير معلنة أهمها، حالات الضعف العام والتعرض إلى الكآبة الحادة، لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، إذ يرى خبير التغذية محمد الكرماني خطر هذه العقاقير الذي قد يؤدي إلى الموت أحياناً، ويقول “تتسبب منتجات حبوب التنحيف بدون استثناء في مشكلات صحية لا نهاية لها، تقع في مقدمتها أعراض الضعف العام والجلطات الدماغية والسكتة القلبية لاحتواء هذه العقاقير على الثيروكسين الذي يضاعف عمل الغدة الدرقية وزيادة التحكم بضغط الدم، ومعدل نبضات القلب، ودرجة حرارة الجسم، والوزن. وهذا بدوره يخلخل وظائف أجهزة الجسم.»
كثيرات يجدن في مستحضرات التنحيف بأصنافها كافة “الشاي والقهوة والعقاقير والأدوية” عصا سحرية للخلاص من عقدة البدانة، لقد اختلفت الطرق لكن النتيجة واحدة. وتحذر عُلا عبد السلام الحاصلة على بكالوريوس من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، وصاحبة المركز الرياضي( The true life Gym) ببغداد من الوقوع بفخ الحيل التي يبثها تجار هذه المنتجات مثل “اخسري عشرة كيلو غرامات في أسبوع واحد فقط».
وتضيف أن “خسارة الوزن بشكل سريع لها مخاطر كبيرة، وتؤدي إلى الموت المفاجئ.»
وتتابع أن “الحصول على هذه الأدوية ليس صعباً، لا سيما أن تجار هذه المنتجات يدخلونها إلى البلد بطرق مختلفة وبشكل شرعي. وهم عدا هذا وذاك وجدوا في المواقع الالكترونية منصة لبيع هذه المنتجات بسهولة وأريحية وهذا يحتاج من وزارة الصحة والجهات المعنية التنبيه لمخاطر هذه الأدوية والعمل على منعها”.