بطولة تاريخية

الرياضة 2023/01/15
...

كاظم الطائي 

وصلت منافسات بطولة خليجي البصرة للدور نصف النهائي الذي سيقام غدا الاثنين بملعبي جذع النخلة الدولي والميناء الأولمبي، وكل ما بقي من هذه النسخة 3 مباريات فقط ليسدل الستار على أهم بطولة في تاريخ المسابقة منذ إقامتها لأول مرة في العام 1970 في البحرين لغاية اليوم.

نجحت بطولة الخليج العربي بكرة القدم قبل أن تبدأ مع قرار اتحاد كأس الخليج العربي إقامتها في العراق ولمست الوفود الخليجية التي زارت الملاعب والفنادق والأماكن والمستلزمات والقاعات وأماكن الاستضافة والإقامة جدية ما يجري على أرض الواقع والسباق مع الزمن لتنظيم مبهر لنسخة لن تنسى في ذاكرة المسابقة الخليجية، ستكون على مر التاريخ بوصلة ومعيارا ثابتا للبطولات المقبلة بحسب ما دعا له العديد من المعنيين ورجال الإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الرياضية والسياسية في الخليج العربي والوطن العربي عموما. 

أي كرم هذا الذي فاق حدود التصور والتوقع الذي دفع بشاب بصري لبيع سيارته التي يعتمد عليها في إعالة أسرته ليستضيف الوافدين لمحافظة البصرة ويقدم لهم واجب الضيافة وهو في أبهى حالات السعادة والفرح، أو تلك المرأة العاجزة عن الحركة وتنظر للمارة من ضيوف البصرة عبر نافذة صغيرة في الدار المتواضعة، التي لم تبخل بتقديم الحلوى وما عملته يداها إكراما لمقدم الزائرين.

مطالبات كثيرة خرجت عن حدودها الضيقة لتظهر للعلن بلا رتوش مصدرها أبناء الخليج دعت إلى تتويج مدن العراق بأكاليل الغار ومنحها فرصة دائمة لاستضافة النسخ المقبلة إكراما لعيون شعبنا الذي نثر الفرح في كل مكان وشغل المدرجات بكامل سعتها وشجع الضيف قبل أهل الدار وفرش الأرض بساطا لضيوفه من كل الأرجاء وتسبقه كلمات الترحيب (عين غطه وعين فراش) وقبلها ردد الشاعر مقولته الشهيرة: يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل .

أكثر من 50 ألف خليجي زاروا البصرة في الأيام المنصرمة والعدد قابل للزيادة مع وصول المباريات لدورها نصف النهائي وتسهيل إجراءات الدخول عبر منفذ سفوان الحدودي ومطاراتنا في بغداد والبصرة وغيرها ودعم الأنشطة والفعاليات بمتابعة الأجهزة المعنية في وزارات الداخلية والدفاع والصحة والشباب والإسكان والثقافة والمحافظة وبقية الجهات الساندة.

نسخة البصرة ستبقى الحد الفاصل بين تاريخين، إذ وضعت جماهيرنا العاشقة للكرة وبلدها معايير جديدة لتنظيم البطولات المقبلة لن تتوقف عند ملفات الملاعب والفنادق والأماكن والمستلزمات والقاعات فقط بل تهتم بما يفعله الجمهور من حضور بهي وتفعيل لكل التساؤلات غير الموجودة سابقا في متطلبات إقامة البطولة. 

نجاح بامتياز أزاح الكثير من الحواجز وأعاد للأذهان وحدة العرب وتحطيم الفواصل بين أبناء وطننا الكبير من المحيط إلى الخليج بنبرة واحدة ودم واحد وهتاف واحد ونبض مشترك، كانت البصرة عنوانها ولسان حالها وهي حاضرة الأمس واليوم بتاريخها الناصع من الحسن البصري والأصمعي ورابعة العدوية والسياب والحجاج كاظم ورياض أحمد وشط العرب والتنومة والمعقل وإلى كل بيوتاتها العلمية والرياضية والفنية والآثارية.  الحمد لله على نعمائه وفضله ورعايته فقد تكحلت عيوننا برؤية إخوة طال انتظار لقائهم وكانوا على الدوام في قلوبنا وزاد شوقنا للاحتفاء بهم واحتفوا بنا في بصرتنا، ومدننا الآمنة الغافية على طيف أمل جديد أشرقت بنور تواجدهم بيننا، أليس كذلك؟.