خيارنا الأوحد

الرياضة 2023/01/16
...

علي رياح  

في مباراة كالتي ستجمعنا اليوم أمام المنتخب القطري الشقيق، لا تتعدّد الخيارات المتاحة، ولا يجد أي من الطرفين ترف الحلول الكثيرة التي ستمهِّد الطريق المؤدية إلى ختام البطولة الخليجية.. على العكس تماماً، هنالك سبيل واحد لا بدّ من اتخاذه في لقاء كهذا وهو الفوز خلال الوقت المتاح من هذه المباراة، وعدا هذا يصبح الحديث عن الخسارة بديلاً محبطاً سيلقى الكثير من السخط والاحتجاج على جميع المستويات! 

القراءة الأولية للوضع الذي يعيشه منتخبنا، تبعث الإشارات الإيجابية كل أكثر من صعيد.. الفريق فاز مرتين على السعودية واليمن بعد أن كان قد استهلّ البطولة بتعادل محبط ختم به أداءً أكثر إثارة للإحباط.. هذا يعني أن تحسناً قد أصاب الفريق، وأن رؤية المدرب الإسباني خيسوس كاساس باتت أقرب إلى فهم ما يتاح له من لاعبين سواء في الجانب الأساس أو على دكة البدلاء، وهذه ميزة نعترف بها لدى مراجعة الأداء العراقي الذي بات هجومياً في كثير من وقتي اللعب أمام السعودية واليمن، ونتمنى أن يبني كاساس نجاحاً أكبر على النجاح التالي في معرفة قدرات اللاعبين وبالكيفية التي سيوظف فيها هذه الإمكانيات!

في المقابل، لا يمكن الجزم بأن المنتخب العراقي قد بلغ حالة تطمئن الجميع على مستواه.. أقولها وأنا أرى الناس تبتهج وتحتفل وتكيل المديح للمنتخب، فما لا يمكن أن ننساه أن فوزنا الخماسي جاء على منتخب ليس منافساً من حيث المبدأ على موقع في البطولة وهو أمر يقرّه الجميع، كما أنه قادم من ظروف تدريبية معقدة متأتية من التعقيد الذي تعيشه اليمن الشقيقة وجرائر الحرب التي تحيط بها من كل صوب!

هذا يعني أن أمام منتخبنا الكثير كي يحقق علامة الرضا والقبول، كما أمامه فرصة وحيدة لا غير لتحقيق الآمال المعقودة عليه وهي الفوز على المنتخب القطري الشقيق للوصول إلى ختام البطولة على أن يحسمها وينال اللقب، وهو المفتاح الوحيد للفرحة العراقية المأمولة بعد غياب دام خمساً وثلاثين سنة عن منصة التتويج، أي أن جيلين على الأقل من الشعب العراقي في حساب الزمن لم يدركا المرة الأخيرة التي صعد فيها المنتخب إلى منصة التتويج في الرياض 1988.

شيء من القبول والإقناع حققه المنتخب مع نهاية دور المجموعة، وانتقاله إلى نصف النهائي ليس ختاما للمطاف أبداً.. فهو مطالب بالكثير على مستوى النتيجة، أو حتى على مستوى الأداء، وهذه حقيقة يدركها المدرب كاساس وعليه أن يتفاعل معها خلال هذه البطولة حتى لاحقاً في الوقت الذي ستتيحه له المهمة مع المنتخب.

كل التوفيق لمنتخبنا في مباراة اليوم، مباراة ذات الخيار الأوحد، ونريدها مباراة ترقى إلى تطلعات المنتخب في لعب دور مهم على مسرح المنافسة، لتكون محطة ستعمّر طويلا في الذاكرة خصوصاً إذا توّجت بفوز عراقي في الأداء والنتيجة معا!!