عزيز العماني: للعراق طعمٌ آخر

الصفحة الاخيرة 2023/01/16
...

 بغداد: نوارة محمد


حين انتبه عزيز إلى عبارة "بغداد السلام تُرحب بكم" أخذ يخفف سرعة سيارته الفورد البيضاء، حتى توقف عند نقطة التفتيش. الضابط بقامته الممشوقة ارتسمت على وجهه ابتسامة ما إن نظر إلى رقم السيارة، فك عقدة حاجبيه وقال وهو يقترب من النافذة: حمداً لله على سلامتكم، من أين حضراتكم؟.

-  عمانيون جئنا من البصرة.

قال الضابط بحماسة مثخنة بالفرح وهو يقلب البطاقات الشخصية: أدام الله علينا نعمة رؤيتكم هنا. إنها التاسعة ليلاً، راح عزيز يمازح أصدقاءه الذين شدهم القلق من رؤية الضابط. كلهم انشغلوا بالتطلع إلى الطريق والأبنية ونظرات الناس المرحبة. أخذهم السير إلى جسر الجمهورية. كانت بغداد في أوج بريقها، وقد غسلها المطر بينما الأغنيات الرياضية ذات الإيقاع السريع يبثها راديو السيارة كما لو أنها طقس مسلٍ يزامن بطولة خليجي 25، التي تقام لأول مرة في البصرة بعد غياب دام 44 عاماً. هذه النسخة من كأس الخليج العربي لكرة القدم، حظيت باهتمام رسمي وشعبي كبيرين. اللافت بالأمر أن جماهير الخليج العربي التي سرعان ما حظيت بفرصة زيارة البصرة لم تكتف بممارسة طقس التشجيع في الملاعب فقط، بل عدت هذه الوجهة جولة سياحية للعراق ككل، فظهروا في شارع المتنبي والمقاهي الثقافية ببغداد وهم يتجولون في الأسواق بحرية.

يرى قاسم عطا الله المواطن الكويتي الذي قرر ألا يفوت فرصة رؤية بغداد "أن زيارة العراق ترتبط بزيارة شارع المتنبي مروراً بالجسور إلى الأعظمية ووصولاً إلى المنصور والكرادة بضواحيها ومقاهيها الثقافية." 

ويتابع "فوجئنا بكرم هذه المدن. حتى أننا لم نشعر بالغربة منذ دخولنا حدود العراق، هذه المرة الأولى التي فيها أبدو قريباً من العراق هكذا." في وقت سابق كشف رئيس هيئة المنافذ الحدودية في العراق اللواء الدكتور عمر عدنان أن أعداد الجماهير التي تتوافد بشكل مستمر وصلت مع أول يومي البطولة لنحو 34 ألف زائر، نتيجة التسهيلات التي تعفي ضيوف البطولة من كل الرسوم والفيزا والاكتفاء بختم الدخول فقط.

يقول عزيز العماني: لم أتوقع هذا الفرح الذي أشعر به الآن. كنت أظن أنني سأكون حبيس الفندق والملعب، لكن الأمر اختلف بكرم العراقيين وحبهم.

وأضاف عزيز: أنا سعيد جداً، وهذه أجمل وأعظم رحلة قمت بها في حياتي. سكت قليلاً، وقال: للعراق طعم آخر.. يختلف عن كل العالم.