النجف الأشرف: حسين الكعبي
دعت مديرية بيئة النجف إلى استغلال مياه الأمطار لمكافحة التصحر والجفاف الذي تعاني منهما البلاد مؤخراً، عبر إنشاء محطات لخزنها ومن ثم إعادة ضخها في الأنهار عند انخفاض مناسيبها لاستخدامها في الزراعة. وقال مدير وحدة التغيرات المناخية ومكافحة التصحر في بيئة النجف الدكتور حيدر فليح الحدراوي، على هامش الندوة العلمية التي نظمتها مديرية زراعة المحافظة عن الطاقة المستدامة والمتجددة وتأثيرها في معالجة التلوث البيئي والتغيرات المناخية وحضرتها "الصباح": إنَّ الأمطار التي تهطل لا تتم الاستفادة منها في تطوير الواقع الزراعي للبلد، ومعظمها يذهب إلى الأنهار التي تتجه إلى الخليج العربي أو الصحراء . وعن الاستفادة منها كخزين للمياه الجوفية، أوضح الحدراوي أنه بالرغم من أنَّ الأمطار تعمل على رفع خزين المياه الجوفية، إلا انه لغاية الآن لم يتم استثمار هذه المياه بالشكل الأمثل لتكون مفيدة في مكافحة التصحر والتلوث البيئي، منوهاً بأنَّ استغلال الأمطار لا بد أن يتم من خلال إنشاء محطات خزن في موسم هطولها وإعادة ضخها في الأنهار عند انخفاض مناسيبها لاستخدامها في الزراعة ، منبهاً على أنَّ هذا الإجراء يعد من أهم المعالجات للتصحر والجفاف وآثار التغيرات المناخية. وأشار إلى أنَّ ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري رغم أنها عالمية الحدوث بسبب مخلفات المصانع واستخدام الوقود الاحفوري، إلا أن آثارها السلبية في العراق ظهرت بشكل أوضح وأقوى من بقية الدول، نتيجة ضعف الإجراءات المتخذة للحد منها . وبخصوص الآثار السلبية للتغيرات المناخية في البلاد، أفاد الحدراوي، بأنَّ أول هذه الآثار ظهر بشكل واضح من خلال العواصف الترابية التي ضربت العراق لست مرات خلال العام الماضي، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بأعلى من معدلاتها خلال الصيف بتجاوزها الـ 50 درجة مئوية، فضلاً عن موجات البرد الشديد في الشتاء ، لافتاً إلى أنَّ كل هذه الآثار أسفرت عن الجفاف والتصحر ومن ثم زيادة نسبة التلوث وظهور الأوبئة والأمراض، وبالتالي التأثير سلباً على الأمن الغذائي . وأوضح الحدراوي أنَّ اسباب التغير المناخي في البلاد مستمرة من دون معالجة، منها إحراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط من دون استغلاله للاستفادة منه اقتصادياً والتقليل من التلوث، إلى جانب تجريف البساتين والأراضي الزراعية . وفي ما يخص المعالجات المطلوبة، أجاب الحدراوي، أنه لا بد من التوجه لاستثمار الطاقة الشمسية والمائية والرياح في إنتاح الكهرباء، إضافة إلى إنشاء محطات معالجة كبرى واستثمار مياه الأمطار والمياه الجوفية وزراعة أشجار ونباتات قليلة الاستهلاك للمياه، من أجل أن تعمل كمصدات للرياح.
تحرير: نجم الشيخ داغر