المبعوث الأممي يتوقع تغييراً جذرياً في مسار الأزمة اليمنية

قضايا عربية ودولية 2023/01/18
...

 نيويورك: وكالات


قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن هناك احتمالاً بتغيير جذري في مسار الأزمة اليمنية، داعياً أطراف النزاع إلى «تمديد فترة الهدوء النسبي وهي الأطول منذ ثمانية أعوام».

وأوضح غروندبرغ في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من اليمن، أنه أجرى أمس الأول الاثنين محادثات «إيجابية وبناءة» مع القيادة في صنعاء مُمثلة في رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي، مهدي المشاط، وأكد أنه أجرى «محادثات مثمرة» أيضا خلال الأسابيع الماضية، مع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، ومع الشركاء الإقليميين والدوليين في الرياض ومسقط.

وأضاف: “نحن نرى احتمال تغيير جذري في مسار هذا النزاع المستمر منذ ثماني سنوات”، وهو احتمال “لا يجب إهداره ويتطلب إجراءات مسؤولة”، وتابع، أنه يشعر بالتشجيع حيال “تكثيف المحادثات” للتوصل إلى هدنة جديدة، وقال إنه وبرغم انتهاء الهدنة في الثاني من تشرين الأول الماضي بين أطراف النزاع، التي بدأ تطبيقها في الثاني من نيسان، “بقي الوضع العسكري في اليمن بشكل عام مستقراً، من دون تصعيد كبير”.

وأشاد المبعوث الأممي بالنشاط الدبلوماسي على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما جهود سلطنة عمان، وقال: “من المهم أن تجري المناقشات حول كيفية المضي قدما على المدى القصير في إطار نهج أكثر شمولا لتحديد مسار واضح نحو تسوية سياسية دائمة”، ودعا الأطراف إلى “الاستفادة من مساحة الحوار التي يسمح بها غياب القتال على نطاق واسع”، وأعرب عن أمله أن يتم البناء على المحادثات الجارية “لضمان أن يشهد عام 2023 بناء مستقبل أكثر سلما ورخاء للنساء والرجال اليمنيين”.

واعتبر هانس غروندبرغ أن الحوار في الأشهر الأخيرة سمح “بتوضيح مواقف الأطراف وبحث الخيارات المقبولة من قبلها بشأن مشاكل غير محلولة”، لكن العناصر المختلفة المطروحة على الطاولة “لا يمكن أخذها بمعزل عن بعضها”، ومع ذلك، أشار إلى استمرار “الأنشطة العسكرية المحدودة على خطوط الجبهة” ما أدى إلى وقوع ضحايا مدنيين.

وتأتي زيارة غروندبرغ إلى صنعاء بعد يومَين من مغادرة الوفد العُماني، الذي أُبلغ بوضوح خلال جولته ما قبل الأخيرة على المسؤولين اليمنيين في صنعاء بأن هذه هي “الفرصة الأخيرة” أمامه لإحداث اختراق في جدار الأزمة، تحت طائلة العودة إلى التصعيد، ووفقاً للمعلومات، فإن الزيارة الأخيرة للعُمانيين، التي تَرافقت مع وجود وفد سعودي في العاصمة اليمنية، حققت بالفعل الاختراق المرجوّ، من دون أن يتّضح إلى الآن حجمه وطبيعته بدقّة.

وتسببت الحرب المستمرة في اليمن بمقتل مئات الآلاف بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، ووسط أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، يشهد اليمن منذ نحو 8 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المسيطرين على محافظات بينها العاصمة 

صنعاء منذ أيلول 2014.