يعقوب يوسف جبر
إن علاقات العراق مع المانيا ذات جذور قديمة منذ نهاية القرن التاسع عشر، وقد تطورت باستمرار وحقق الطرفان مكاسب سياسية وثقافية واقتصادية، لما لهذه العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والامنية والثقافية بين العراق والمانيا من مكانة رفيعة، لكنها تبقى بحاجة ماسة إلى التطوير لتحقيق اعلى مستوى من المنافع المتبادلة، ولا يمكن للعراق كدولة ذات سيادة وذات نظام سياسي ذي تجربة سياسية جديدة الاستغناء عن العلاقات مع دولة المانيا؛ خاصة في مجال التكنولوجيا والتقانة المتعلق بملف استثمار طاقة النفط والغاز، كما لا يمكن لدولة المانيا الاستغناء عن علاقاتها مع العراق خاصة في الوقت الراهن، لا سيما أنها تحتاج إلى النفط والغاز العراقي، بسبب تداعيات الحرب بين روسيا واوكرانيا، ومشكلة قطع روسيا لامدادات الغاز الروسي عن دول أوروبا .
كما أن العراق يحتاج إلى الشركات الالمانية منها شركة سيمنز العاملة في مجال انشاء وتطوير مشاريع انتاج الطاقة الكهربائية ومشاريع نقل الطاقة ومشاريع صيانة وسائل الانتاج والنقل، حيث ما يزال العراق يعاني من أزمة الكهرباء التي طال أمدها والتي تسببت بتعطيل العديد من المشاريع الانتاجية في العديد من المجالات منها المجال الصناعي .
لذلك من الضروري في الوقت الحاضر تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ورسم آفاق تعاون مشترك ضمن المعايير الدولية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، دون مساس بسيادة العراق، ومن هنا جاءت زيارة السيد محمد شياع السوداني رئيس وزراء دولة العراق إلى ألمانيا لبحث العديد من الملفات سواء المعطلة أو فتح ملفات تعاون جديدة، وقد تم التركيز من قبل الجانبين على تنمية العلاقات خاصة الاقتصادية والاتفاق على فتح آفاق التعاون خاصة في مجال تدشين مشاريع استثمار طاقة الغاز المصاحب للنفط، لا سيما أن العراق بحاجة ماسة في الوقت الحاضر لتطوير هذا القطاع لزيادة موارده الاقتصادية والتجارية، إضافة إلى مشاريع الاستثمار في قطاع الكهرباء .
وقد لمس السيد رئيس الوزراء العراقي استعدادا ورغبة عميقة لدى الجانب الالماني للتعاون الستراتيجي، وليس مجرد بروتوكولات خطية لا يمكن تطبيقها .
ولم يغفل الجانبان التفاهم في مجال تطوير الخبرات الاكاديمية وإرسال المزيد من الطلبة العراقيين إلى المانيا للدراسة في الجامعات الالمانية، كونها جامعات رصينة، رغم أن هنالك تعاونا ليس جديدا في هذا القطاع .
كما ان حكومة العراق برئاسة السيد محمد شياع السوداني قد ركزت مع حكومة المانيا على توسيع التعاون في مجالات اخرى تتعلق بإعمار البنى التحتية خاصة البنى الارتكازية كونها الاساس المتين لتطوير الاقتصاد العراقي .
اذن كانت هذه الزيارة بمثابة محرك فاعل لتفعيل تطبيقات التعاون المشترك لتحقيق اهداف ستراتيجية لايمكن للطرفين الاستغناء عنها .