بغداد: نوارة محمد
قالت باسترخاء وهي تُنظر الى شاشة هاتفها:
- "الفيسبوك" يِذكرني بهذه الصور حين التقطناها قبل ثلاث سنوات في تُركيا.. بمثل هذا اليوم.
- اوه، كُنتِ جميلة. أجاب وهو يُعدل جلسته على الأريكة ويضع ساقاً على ساق
- والآن لم تعد تراني جميلة؟ عّلقت بخيبة أمل.
انتهت ساره إلى هدوء أحمد وخلو حديثه من علامات الحُب الجارف والافتتان المجنون، الذي كانا عليه في بداية العلاقة الرومانسية. انتظرت منه أن يقول المزيد، لكن ملامحه أجمعت على تعبير واضح ودقيق "لم يعد كما كان".
رغم أن الزواج يُعد أحد أهم القرارات التي قد يتخذها الإنسان في حياته، لكنه في أحيان أخرى يصبح جحيم حيوات كثيرين ممن فشلوا في فهم فكرة الشراكة الأبدية، يحدث ذلك ما ان ينتهي الشغف وتمارس الرتابة دورها في فشل هذه المنظومة. وفي هذا السياق تأتي الدراسات تبين أسباب فشل زيجات الآونة الاخيرة، إذ نشر أحد الباحثين في العلاقات الزوجية والأسرية البروفيسور "جون جوتمان"، وبعد دراسة استمرت لواحد وعشرين عامًا، يبيّن أن أحد أهم أسباب انهيار العلاقات الزوجية فقدان الشغف والتساؤل، الذي يراود الكثيرين لماذا لم يعد كما عرفتهُ أول مرة.
ترددت ساره في وضع يدها على كتف أحمد وطرح تساؤلاتها عليه بشكل واضح، إذ لم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة كان تاريخا طويلا، الصراع لم يكن ينتهي ومشكلات لن يحلها حمام ساخن.
لم تكن ساره وحدها تواجهُ موجة التساؤلات، كثيراتٌ ممن شعرن بخيبة الأمل هذه، وفي رحلة تفادي انهيار العلاقات لا يزلن الفتيات يبرعن بالتضرع للأولياء والصالحين للدفاع هذه العلاقة، يحفظن عن ظهر قلب نصائح خبيرات العلاقات الاجتماعية ولأطباء علم النفس وإرشاداتهم السلوكية. يلجأن للعرافات وقارئات الفنجان و يقرأن تقارير طويلة "كيف أستعيدُ حُب زوجي". ربما تكون حيلاً ناجحة بحثا عن جواب للتساؤل" لم نعد كما كُنا".
الحياة تحتاج دائما إلى نضال مستمر وبالتحديد في ظروفنا الحالية. قالت سعاد هذا وتابعت: لسنا شعباً سعيداً وأيامناً لا تسير مستقرة، لهذا تخذلنا قوتنا في المحافظة على صلابة علاقاتنا. انا الآن مطلقة لاننا فشلنا في المحافظة على ما بيننا وهزمتنا الظروف فبلدنا هو الاخر لم يعد كما كان.