متحف الناصريَّة بحُلَّة جديدة

الصفحة الاخيرة 2023/01/21
...

  الناصرية: نجلاء الخالدي


استحدث متحف الناصرية الحضاري أربع قاعات جديدة للعرض، خصصت لمتحف الطفل ومكتبة كبيرة، فضلاً عن  قاعة للمناقشات العلمية وإقامة الندوات والفعاليات الثقافية والفنية، وذلك في إطار حرص المتحف على إتاحة الفرصة للزائرين للتعرف على مقتنيات المتحف المحفوظة التي تجاوز عددها الألف قطعة أثرية تعود  لعصور زمنية مختلفة، ليظهر هذا المعلم بحلة جديدة تأخذ زواره في رحلة مدهشة بين أروقته التي تضم كنوزاً لأقدم حضارة إنسانية اكتشفت بين النهرين قبل خمسة آلاف عام، ولتكون شاهداً على عظمة الأجداد الذين أسسوا أول المدن الحضرية المتطورة في ذلك الوقت .

يقول مدير متحف الناصرية الحضاري سجاد عبد الحسن لـ "الصباح ": نحرص منذ وقت على إعادة تأهيل المتحف وتحسين مرافقه ليتناسب مع مكانته التاريخية، إذ يعد من أهم المتاحف في العالم التي تضم مقتنيات أصيلة، وهو ما أعطى له سمة متفردة عن بقية المتاحف في المنطقة، كما جعل منه قبلة للدارسين والباحثين من مختلف دول العالم، إلى جانب السياح والمهتمين بالحضارة السومرية، كما اتخذته بعثات التنقيب الأجنبية العاملة في المواقع الأثرية في محافظة ذي قار مقراً لدراسة اكتشافاتها بعد أن تم توفير المتطلبات المناسبة لقيامها بعملها، لافتاً إلى أن بعثات أخرى أودعت أغلب مكتشفاتها في المتحف الذي يوفر المكان الآمن لها. ويوضح عبد الحسن أن "حملة الصيانة والترميم شملت كل أجزاء المتحف، من ضمنها تأهيل قاعات الطابق العلوي التي كانت مهملة منذ تأسيس المتحف العام 1969 لتضاف قاعات جديدة لم تكن موجودة من بينها قاعة متحف الطفل، وأخرى لمتحف التراث والمكتبة وقاعة رابعة للمناقشات العلمية وإقامة الندوات الثقافية والفنية، فضلاً عن قاعة جديدة في الطابق الأرضي للانتظار. ويؤكد مدير المتحف أن "جميع القاعات مزودة بالوسائل الحديثة التي تتناسب مع طبيعة المكان مع إضافة لمسات من الحداثة لضمان وصول المعلومة إلى الزائر بصورة صحيحة"، مشيراً إلى أن هذه القاعات سوف تشهد افتتاحاً رسمياً قريباً لتدمج مع قاعات المتحف الأساسية". وعلى صعيد التعاون والتنسيق بين بعثات التنقيب الأثرية يوضح عبد الحسن أن "هناك تعاوناً علمياً مع بعثة جامعة شيكاغو الأميركية التي عملت في موقع تلول ألهبا شمال محافظة ذي قار، وقد نتج عن ذلك التعاون ترجمة جميع التعاريف الخاصة بالقطع الأثرية المعروضة في المتحف إلى اللغة الإنكليزية ووضعها على شكل قطع، توضح فيها شروحات للزائرين ولأول مرة في تاريخ المتحف". أما التعاون مع البعثة الإيطالية فكان من خلال قيامها بدراسة مكتشفاتها داخل المتحف وهو أيضاً للمرة الأولى في تاريخ المتحف قيام بعثة تنقيب بدراسة داخل المتحف وتوصلت إلى نتائج مهمة في ما يخص أنواعاً متعددة من عظام حيوانية وآدمية ومجموعة من الفخاريات وقطع آجر تعرضت للحريق، "ولا تزال الدراسة غير مكتملة إلى الآن على أمل أن تعود مرة أخرى لإكمال دراساتها من داخل المتحف"، وفقاً لتعبيره.