بغداد: عمر عبد اللطيف
تعهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعدم التساهل أو التهاون مع أي طرف يتلاعب بقوت المواطن سواء كان رسمياً أو لا، مؤكداً أنَّ الوضع المالي للعراق "جيد جداً" بعد بلوغ احتياطيات البنك المركزي نحو 100 مليار دولار، وبينما أعلن أمس الاثنين إطلاق تجهيز السلة الغذائية لنحو 5 ملايين و100 ألف مواطن مشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية، قرر إعفاء محافظ البنك المركزي من منصبه.
مؤتمر صحفي
وقالَ السوداني في مؤتمر صحفي خلال زيارته "الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية" برفقة وزير التجارة أثير الغريري وحضرته "الصباح": إنَّ "المرحلة المقبلة ستشهد توفير جميع المواد الغذائية التي يحتاجها المواطن"، مشيراً إلى أنَّ "الحكومة تقوم بدور التاجر من خلال استيراد المواد الغذائية وبيعها بأسعار مناسبة للمواطن وفق سعر الصرف الرسمي كونها تمتلك الإمكانية المالية لذلك".
ونوّه بـ"وجود سلة خاصة للأسر تحت خط الفقر التي تتلقى الإعانة النقدية من شبكة الحماية الاجتماعية، وأنَّ تأمين هذه السلة الغذائية كمّاً ونوعاً من شأنه معالجة الفقر للأسر التي لا تمتلك دخلاً سوى ما تتلقاه من إعانات من شبكة الحماية الاجتماعية"، وشدد على أنَّ "مهمتنا كحكومة، كيف نحافظ على هذه الأسر في مواجهة الأسعار وتأمين مفردات البطاقة التموينية بحيث تساعدهم على ديمومة الوضع المعيشي لهم".
وأكد أنَّ "الخزين الغذائي كان (صفراً) بالتزامن مع تسلم الحكومة الحالية، أما الآن فهنالك خزين يكفي لثلاثة أشهر"، مبيناً أنَّ "هناك الكثير من الطرق لاستيراد المواد الغذائية وطرحها للأسواق بأسعار في متناول يد المواطن".
وذكر أنَّه "منذ مباشرة الحكومة أوضحنا أنَّ من أهم أولوياتها التي تضمنها المنهاج الوزاري والبرنامج التنفيذي محاربة ظاهرة الفقر التي استهدفناها بإجراءات عملية وليس مجرد خطط".
وفي ملف الدولار، أكد رئيس الوزراء أنَّ "ارتفاع سعر صرف الدولار في الوقت الراهن لم يكن قراراً حكومياً إنما آلية تم الاتفاق عليها بين المؤسسات المالية والبنك المركزي، لترشيد عملية بيع الدولار عبر نافذة بيع العملة التي كنا ننتقدها بسبب ما فيها من هدر وأموال تخرج بغطاء تجارة غير مشروعة، تهريب وغسيل أموال".
وأشار إلى أنه "بعد التزام البنك المركزي بالآلية الجديدة، وتوفير الدولار لرجال الأعمال والتجارة الحقيقية الذين يستوردون بالفعل موادّ تحتاجها السوق المحلية، أصبح لا مبرر لرفع أسعار المواد المستوردة، فالدولار متوفر بالسعر الرسمي 1460 ديناراً، ويمكن الحصول عليه لتغطية الاستيرادات، فلماذا اللجوء إلى السوق السوداء؟"، وتابع: "أُطمئن أبناء شعبنا بأنه لا قلق في هذا الجانب، وهو مجرد تضارب أسعار وقتي".
وأكّد "أننا جادّون في تطبيق المعايير الصحيحة التي تضمن المحافظة على المال العام، ومنع التهريب وغسيل الأموال والمضاربة، ولن نتساهل مع أي طرف رسمي أو غير رسمي، في مسألة قوت المواطنين".
حديث التجارة
من جانبه، قال وزير التجارة أثير الغريري في المؤتمر: إنَّ "الوزارة ضاعفت كمية المواد الغذائية الممنوحة إلى المشمولين بشبكة الحماية والإعانات الاجتماعية بواقع ضعف لكل مادة"، مشيراً إلى أنَّ "الحصة التموينية مؤمنة بالكامل لكل المواطنين"، ونبه إلى "وصول نحو 5 بواخر من الحنطة خلال الأسابيع المقبلة لدعم الخزين الستراتيجي من هذه المادة في مخازن الوزارة".
كما أعلن الغريري، المباشرة ببيع الطحين علامة "داس" بسعر 39 ألف دينار للكيس الواحد في منافذ التوزيع في بغداد والمحافظات، وأضاف أنه "تمت المباشرة أيضاً ببيع مواد بيض المائدة والحليب والطحين بأسعار منخفضة في منافذ البيع ومراكز التسويق التابعة للوزارة".
قرارات مهمة
من جانب آخر، قرر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، إعفاء محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف من منصبه بناءً على طلبه، وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء أنَّ السوداني كلّف علي محسن العلَّاق بإدارة البنك المركزي بالوكالة".
كما قرر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إحالة مدير المصرف العراقي للتجارة سالم جواد الجلبي على التقاعد، وتكليف بلال الحمداني لإدارة المصرف إضافة إلى مهامه.
إلى ذلك، عزى رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الوسط الثقافي والسياسي برحيل القامة الإبداعية والنضالية جاسم المطير، الذي رحل يوم أمس الأول الأحد في هولندا.
تحرير: محمد الأنصاري