بغداد : حيدر الجابر
كشف نجاح العراق في تنظيم بطولة "خليجي 25" عن قدرته على تنظيم مؤتمرات أو قمم دولية وإقليمية مهمة، حيث تميز التنظيم بالدقة والإبداع، وعكس صورة حضارية غير مسبوقة عن العراق، وهو ما يمهد لاستعادة الدور المحوري المهم في المنطقة الذي فقده العراق منذ غزو الكويت في 1990.
وأكد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، مثنى أمين، حاجة العراق إلى المزيد من الأنشطة الإقليمية والدولية، متوقعاً أن العراق بإمكانه قيادة المنطقة بما يمتلكه من مقومات.
وقال أمين لـ"الصباح": إن "العراق بحاجة إلى المزيد من استضافة الأنشطة الإقليمية والعالمية ليصبح مركزاً للاهتمام وتسليط الضوء، وهو ما يعطي صورة إيجابية لدور العراق"، وأضاف أن "الذي حصل في البصرة كسر حاجز الخوف الذي يسكن في نفوس العرب الذين تنطبع في أذهانهم صورة نمطية عن الإرهاب والطائفية"، مؤكداً أن "الفعالية أعطت صورة مختلفة عما يدور بأذهان الناس في العالم عن العراق ومدى إمكانيته في استضافة الأنشطة الدولية" .
وأكد أن "بإمكان العراق بما يملكه من السيادة وسلطات وحدود معترف بها وإرث تاريخي عريق وحضارة كبيرة ومقومات تاريخية متميزة وفريدة ممارسة بعض الأدوار واستضافة المؤتمرات"، وأشار إلى أن "العراق يمتلك جغرافية سياسية متميزة ومجال حيوي مهم فهو جسر بين قارات العالم وممرات التجارة الدولية ويربط العالم العربي بالعالم الإسلامي ويملك رصيداً هائلاً من الثروات"، ولفت إلى أن "الشعب العراقي متعلم وبإمكان هذه الدولة أن تقود المنطقة لأنها تمتلك مقومات الحاضر والمستقبل" .
وآخر فعالية مهمة إقليمية استضافها العراق كانت القمة العربية الثالثة والعشرين التي عقدت في بغداد (27 - 29/ 3/ 2012)، وهي ثالث قمة تستضيفها بغداد بعد قمتي 1978 و1990، وحضرها نحو عشرة رؤساء وملوك الدول العربية، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
وركز المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف، على الجانب الاقتصادي في الدبلوماسية العراقية، وهي ما وصفها بـ"دبلوماسية الاستجابة الوطنية" .
وقال الصحاف لـ"الصباح": إن "وزارة الخارجية تنحو باتجاه الدور المناط بها من البرنامج الحكومي، بنسج العلاقات الاقتصادية وتعظيم موارد الدولة والانفتاح على كل الأطراف بالمستويين الثنائي والمتعدد وبالأولوية التي ترى أهمية الانفتاح على دول الجوار وجميع شركاء وأصدقاء العراق على حسب نظام المجموعات الدولية"، وأضاف أن "البرنامج الحكومي يرى أهمية توفير الخدمات وتعظيم الموارد الاقتصادية والتأكيد على مسارات الانفتاح على جميع الأطراف"، مؤكداً أن "الدبلوماسية الاقتصادية ستكون ضالعة بتوفير هذه الاستجابة الوطنية" .
وكشف عن أن "دبلوماسية (الاستجابة الوطنية) ستتفرع عنها مجموعة من الدبلوماسيات: منها الدبلوماسية الاقتصادية والدبلوماسية الرياضية ودبلوماسية القوى الناعمة"، وأكد أن "الهدف من مبدأ الشراكات المتعددة تنويع البوابات الاقتصادية"، لافتاً إلى أن "رئيس الوزراء يستعد لزيارة باريس، التي ستكون محطة مهمة لتفاهمات تنعكس على اقتصاد العراق وتؤكد مبدأ الانفتاح الستراتيجي على كل الأطراف، بما يعزز الاستجابة المطلبية الشعبية وفقاً للبرنامج الحكومي المقر" .
ونبه الصحاف إلى ضرورة "توفير الخدمات والاقتصاد وتعزيز شراكات العراق في إطار من عدم الانحياز والحفاظ على التوازن وتأكيد مصالح الدولة"، وختم بالقول: "نحن في مرحلة مهمة وأساسية لتأكيد مصالح الدولة العراقية" .
واشترط عميد كلية العلوم السياسية / الجامعة المستنصرية، د. خالد عبد الإله، وجود تماسك سياسي داخلي مع استقرار أمني ليأخذ العراق زمام المبادة، مشيداً بدور الوسيط الذي مارسه بين دول الخليج وأميركا من جهة وإيران من جهة أخرى.
وقال عبد الإله لـ"الصباح": "بدأ العراق يأخذ زمام المبادرة في استضافة المؤتمرات، حيث تم عقد مؤتمر القمة العربية في 2012 وسط معارضة بعض الدول، كما تم عقد مؤتمر البرلمانات في إقليم كردستان"، وأضاف أن "كل المعطيات التي تتحدث عن مكانة العراق ستكون لها بصمة قريباً جداً في عملية الحديث عن أجواء ليست وظيفية وإنما أساسية"، مؤكداً نجاح العراق في عقد عدد من المؤتمرات المهمة، مثل مؤتمر "دول الجوار" ومؤتمر "
بغداد 1" .