موسكو: وكالات
وافق مجلس الوزراء الألماني أمس الأربعاء على إرسال 14 دبابة من طراز "ليوبارد- 2"، والسماح بإرسال "ليوبارد" من دول ثالثة إلى أوكرانيا، ويأتي القرار الألماني بعد أن أعلنت بريطانيا عن أنها ستوفر 14 دبابة من طراز "تشالنجر-2"، والتي كان ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لإقناع الحلفاء الآخرين بإرسال "ليوبارد"، التي يوجد منها مخزون أعلى بكثير في جميع أنحاء أوروبا.
في المقابل، صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأنَّ الدبابات الأميركية والألمانية تحترق مثل غيرها، لكنها باهظة الثمن، وهو ما سيقع في نهاية المطاف على عاتق دافعي الضرائب الأوروبيين.
جاء ذلك خلال الإفادة الصحفية لبيسكوف أمس الأربعاء، ورداً على سؤال بشأن اعتزام الولايات المتحدة الأميركية تزويد أوكرانيا بدبابات "أبرامز"، والذي أفيد بأنه لن يتم قبل عام، حيث قال بيسكوف: "هناك بالفعل عدد من الخلافات بين ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، وعدد من التصريحات المتناقضة بهذا الشأن. ومن الواضح أن كل شيء لا يسير بسلاسة داخل التحالف. كما أنَّه من الواضح أنَّ الخطة فشلت من حيث الجوانب التكنولوجية وإعادة التقييم الواضحة للإمكانيات التي يمكن أن ترفع من قدرات أوكرانيا. لكن هذه الدبابات تحترق مثل غيرها، إلا أنها باهظة الثمن. وكل ذلك سيكون على عاتق دافعي الضرائب الأوروبيين".
وفي سياق متصل صرح بيسكوف بأنَّ موسكو ليست على اتصال مع برلين في ضوء عمليات التسليم المحتملة لدبابات "ليوبارد" إلى التشكيلات الأوكرانية، ووصف قناعة البعض باستمرار الحرب ضماناً لأمن قارة أوروبا بـ"السخف والغباء".
ورداً عن سؤال بشأن مقال جاء فيه أنَّ "جيش أوكرانيا القوي هو المخرج لأوكرانيا، وليس مدخلاً للناتو"، قال بيسكوف: "نقرأ يومياً كثيراً من التقارير، تطرح قناعة بعض الخبراء بأنَّ استمرار الحرب يضمن أمن القارة، وهذا سخف وغباء. كنا مقتنعين بذلك منذ عام، عندما دعا بوتين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعندما حذر من أنَّ استمرار هذا الخط أمر خطير، ولا زلنا مقتنعين به الآن. وما نمر به الآن نتيجة لمثل هذه القناعات".
إلى ذلك، قالت تقارير إعلامية أميركية: إنَّ دبابات "أبرامز"، التي قد يتم الإعلان في واشنطن عن قرار إرسالها إلى أوكرانيا، لن تصل على الأرجح في أي وقت قريب، وقد يستغرق ذلك عدة أشهر أو سنوات.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مسؤولين أميركيين أنَّ تسليم دبابات "أبرامز"، إلى كييف لن يتم في أي وقت قريب، وأنه في حال قررت إدارة بايدن إرسال هذه الدبابات إلى أوكرانيا فإنَّ ذلك سيستغرق شهوراً إن لم يكن سنوات.
وفي السياق نفسه قالت قناة "ABC"، نقلاً عن مسؤول أميركي: إنَّ الدبابات المتوقع الإعلان عن قرار تزويد كييف بها قد لا يتم نشرها لاستخدامها من قبل الجيش الأوكراني لأكثر من عام، بسبب حاجة السلطات الأميركية لإبرام العقود ذات الصلة مع الشركات المصنعة.
وفي قت سابق ذكرت تقارير إعلامية أميركية أنه من المنتظر أن يعلن الرئيس جو بايدن، اليوم الخميس، عن نقل 30 إلى 50 دبابة أبرامز إلى كييف.
وسبق أن أرسلت روسيا مذكرة إلى دول الناتو بسبب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، محذرة في أكثر من مناسبة من أنَّ تزويد أوكرانيا بالأسلحة لن يساعد في التوصل إلى حل بل عكس ذلك، سيؤدي إلى إطالة أمد الأزمة ومزيد من تدمير أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إنَّ "أي شحنة أسلحة إلى أوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا".
ميدانياً، وبعد نحو أسبوعين على إعلان روسيا سيطرتها على مدينة سوليدار، وبعض المناطق المجاورة لها، أعلن الجيش الأوكراني، أمس الأربعاء، أنَّه انسحب من المدينة التي شهدت معارك طاحنة.
فقد أعلن المتحدث العسكري الأوكراني، في إقليم دونباس، سيرغي تشيريفاتي، في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أنَّه "بعد معارك صعبة لأشهر.. انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة"، غير أنَّ المتحدث رفض تحديد تاريخ الانسحاب من باخموت، المدينة المحورية في مقاطعة دونيتسك.