بغداد: مآب عامر
بعد خروج والديها إلى العمل تستعد اسراء لتشغيل قائمة أغانيها المفضلة بعد أن تصلها بمكبر الصوت ثم تتركها تصدح في أرجاء المنزل، وتبدأ هي بتحضير وجبة فطور خفيفة لها، الأغنيات التي تستمع إليها لم تكن صباحية مثل التي تغنيها فيروز، ولا هي خفيفة تتلاءم مع فتاة في الـتاسعة عشرة من عمرها، بل كانت جميعها تخص الفراق والفقد، أو التخلص من الحبيب، إذ ضمت تشكيلة كبيرة منها وبلغات عدة.
ترى الفتاة أن أغنيات الفراق هي الأقرب إلى روحها وذوقها من ناحية اللحن الشجي ووجع المطرب، كما تقول إنني "أختلف عن زميلاتي في الدراسة.. لا أنسجم بسهولة مع الضجيج ولا تأخذني الأحلام الوردية".
ووفقاً للمصادر، فقد ارتفعت في الآونة الأخيرة أعداد المشاهدات على أغاني الانفصال، وخاصة بعد الأغنية الجديدة التي أطلقتها النجمة الكولومبية شاكيرا "أوت أوف يور ليج – أعلى من مستواك" والتي هاجمت فيها زوجها السابق "جيرارد بكييه" مدافع برشلونة، وكما يقول المحاضر في الشعر الغنائي لدى معهد الموسيقى في برمنغهام مارتن رايت إن "أفضل الأغاني التي عبّرت عن مشاعر الانفصال هي تلك التي عاشها كُتابها".
حتى بالنسبة للأدب وأجناسه كالرواية والشعر، فإن الطبيعي هو الانجذاب نحو التجربة الحقيقية التي عادة ما تصل إلى أعماق المتلقي، وغالباً فإن هذا الأمر لا يختلف عند التوجه إلى مثل هكذا أغنيات تنم عن تجربة حب أو خطوبة منتهية أو زواج فاشل وحتى فراق وربما موت عزيز.
تعتقد اسراء كما غيرها الكثير عند الاستماع لهذا النوع من الأغنيات برغبة ملحة في البكاء، ومن ثم الراحة النفسية، وكأنها محاولة لتفريغ ما بداخلها من مشاعر سلبية بعضها قد يعود لذكريات مؤلمة تجهل أحداثها، "الكثير من أفراد المجتمع تجذبه الأغنيات الحزينة والأصوات الشجية لمطربيها، وكأن الحزن لا يفارق أرواحنا حتى لو لم نكن نشعر به"، وفقاً لتعبيرها.