بغداد: نوارة محمد
أقيم حفل توقيع ديوان "انفصال" للشاعر علي رياض، في جلسة ثقافية قدمها الباحث والأكاديمي الدكتور أحمد حسن الظفيري والشاعرة إيناس فيليب، في مقهى "قهوة وكتاب" الثقافي.
وعلي رياض الذي حصل على بكالوريوس العلوم السياسية / جامعة بغداد برز كواحد من شعراء الجيل الجديد الذين لم يترددوا في وصف صراعاتهم الشخصية في هذا العالم، وصدر له "حين استيقظت ميتاً" و "عالم الغريب" و "انفصال" مؤخراً.
يقول لـ "الصباح": إن "انفصال" هو كتابي الشعري الثالث، بعد "حين استيقظت ميتاً" و"عالم الغريب"، تناول تجربة شخصية للغاية وعاطفية، وانقسم إلى أربعة أبواب هي: باب المأساة، وباب الحسرة، وباب التيه، وباب الوصول.
ليمثل الكتاب أربع مراحل زمنية تعالج الانفصال العاطفي أو الوجداني، وهكذا يشرح أيضاً العنوان الفرعي للكتاب "سيرة عنقاء هزيل" الخروج من مرحلة المأساة إلى مرحلة الوصول والتعافي.
يرى رياض أن الإقبال الجماهيري على العالم الثقافي والأدبي يقل متزامناً مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحياة الافتراضية تفرض هيمنتها، وجمهور هذه الفعاليات نخبوي تماماً وجماهيرية هذه الفعاليات، تنخفض كلما تغلغلت وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا، "شخصياً أعتقد أن المؤتمرات العلمية والندوات الثقافية وحفلات توقيع الكتب - لكتاب غير مشاهير بغض النظر عن جودتهم- أصبحت فعاليات لا تحظى بالمتابعة والاهتمام من قبل الناس"، وفقاً لتعبيره.
لكن المقاهي الثقافية لا تزال تمارس دورها في احتضان الأنشطة والندوات والأماسي الأدبية وهذا يلغي المسافة بين جماهير الثقافة والكتاب بعض الشيء.
ويشيد أحمد حسن الظفيري بديوان "انفصال" كما يقول: تتميز مجموعة انفصال للشاعر علي رياض برؤية ووعي، أما الرؤية فهي جزئية مهمة في النص الشعري تتمثل بفلسفة الشاعر تجاه المشاهدات للأشياء والأحداث اليومية، وأما الوعي فهو معرفة الشاعر بروحية الشعر عموماً وقصيدة النثر خصوصاً، إذ نجد نزوعاً تجاه الروحية التعبيرية بعيداً عن حشد الاستعارات التي يستعملها بعض الذين لا يفهمون ماهية قصيدة النثر.
إن مجموعة "انفصال" تمثل نموذجاً أدبياً لحالة الانكسار التي يمر بها الفرد، ينطلق من خلالها الشاعر نحو فضاء الاعتراف وتدوين الخسارات المتتالية في عالم يتسم بالقسوة والتوحش.
الكتاب الذي حظي باهتمام الشعراء والذي قدمه أحمد عبد الحسين قائلاً "أتابع شعر علي رياض منذ بداياته، وانحاز كمعظم أبناء هذا الجيل إلى قصيدة النثر المتخففة من طاقة الإنشاد ومن الاسترسال في الإزاحات السهلة واللعب اللغويّ.
لكنه في كتابه هذا "انفصال" يذهب بنثريته إلى مدى أبعد، حدّ مجاهرته بها، ولا يتوسل الشعر بالجمل البرقية المكثفة، بل بمزيد من السرد والقصّ والحكي والحوار، وكلّ ذلك موقّع بلغةٍ صافيةٍ".
يتبادر سؤال هنا عن الانفصال الذي يمسك بتلابيب هذه القصائد، انفصال عن أي شيء؟
لصالح أيّ شيء؟
فمع أن القصائد مأخوذة بعلاقات بين الذات وأشياء أليفة، لكنّ الغربة تظلّ محور هذه العلاقة، فالانفصال مركوز في أصل علاقتنا بالعالم.
أهذا ما تريد قصائد علي رياض إيصاله؟.