9 نيسان.. العراق يتنفس الحرية

الثانية والثالثة 2019/04/08
...

بغداد/ الصباح
 
 
يحتفل العراقيون اليوم، بالذكرى الـ 16 لسقوط اعتى دكتاتورية شهدتها البلاد، ورحيل زمرة دموية عاثت فسادا وتدميرا في بلاد الرافدين، وكبدت العراق خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة جراء مغامراتها الغبية، وحروبها التدميرية، واساليبها الوحشية والانتقامية التي طالت جميع ابناء البلاد، ولم تستثن احدا، ليغادر العراقيون في مثل هذا اليوم «جمهورية الخوف» التي جثمت على صدور ابناء البلد ثلاثة عقود، مثلت الحقبة السوداء بتاريخ العراق. وعد محللون وسياسيون ونواب، أن تغيير النظام في 9 /4 /2003 بحد ذاته انتقالة كبيرة جداً في تاريخ العراق المعاصر، إذا ما نظرنا الى طبيعة الحقبة السابقة التي اتسمت بالدكتاتورية، وفي حين أكدوا أن هذا التاريخ وضع العراق على السكة الصحيحة في عملية بناء النظام السياسي المعتمد على شرعية صندوق الاقتراع؛ شددوا على ضرورة مواصلة تقديم الخدمات والإعمار وبناء المؤسسات على أسس رصينة ومكافحة الفساد الذي تراكم منذ عقود البعث الفاشي.
وعلى الرغم من الانجازات المتحققة التي تلت «رحيل زمن الرعب» بيد ان الذاكرة العراقية ما زالت تختزن اسوأ الجرائم التي ارتكبها البعث بحق ابناء البلاد، والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء الوطن، الذين اكتظت بهم المقابر الجماعية والسجون والمعتقلات.
ويرى مدير مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري، في حديث لـ»الصباح» ان «المساحة التي تواجدت بعد عام 2003 على مستوى النظام السياسي الديمقراطي تعد منجزاً كبيراً في كل المقاييس، خصوصا في عملية اختيار نواب الشعب من خلال العملية الانتخابية الديمقراطية والخارطة السياسية التي تفضي الى حكومة تمثل الشعب».
من جانبه، أكد المحلل السياسي الدكتور علي الجبوري، أن «تاريخ 9 /4 وضع العراق على السكة الصحيحة في عملية بناء النظام السياسي المعتمد على شرعية صندوق الاقتراع، وهذه هي النقطة التي يفتقر لها كثير من الانظمة السياسية في المنطقة».
عضو مجلس النواب كاطع نجمان، أكد لـ»الصباح» أن «9 نيسان بداية جديدة لشعب دامت مأساته أكثر من 40 عاما، إذ أن الدكتاتورية البعثية الصدامية كانت وباء نزل على جسد الشعب العراقي، ولكن بتضحيات هذا الشعب وكل ما رافق تلك الفترة الطويلة من عذابات وحروب استراح العراقيون من ذلك النظام المجرم الى الأبد».
الى ذلك، بين عضو مجلس النواب رياض المسعودي، لـ»الصباح» أن هذا اليوم مهم جدا للشعب العراقي، وتنبع أهميته من كونه رمزا لسقوط النظام السابق الذي يعد من أبشع الانظمة الدكتاتورية.