طهران: محمد صالح صدقيان
تعكف السلطات الإيرانيَّة على إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة مكان إطلاق الطائرات المسيرة التي نقلت وسائل الإعلام الأميركية عن مسؤولين أميركيين ضلوع إسرائيل بالهجوم علی موقع للصناعات العسكرية تابع لوزارة الدفاع الإيرانية في مدينة أصفهان الإيرانية مساء السبت الفائت.
وعلی الرغم من عدم اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن الحادث، إلا أنَّ الجهات الإيرانية المختصة تدرس احتمالات أن تكون الطائرات المسيرة قد انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية من خلال عملاء جنّدهم جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد؛ أو أن تكون دول، من بينها أوكرانيا، قد استخدمت إسرائيل أراضيها لانطلاق الطائرات.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال الأوكراني عقب تصريحات لمستشار الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولياك الذي أعلن في منشور بصفحته الشخصية على موقع "تويتر"، نصاً يمكن أن يفهم كضلوع لكييف في الهجوم على مجمع صناعي تابع لوزارة الدفاع في أصفهان وسط إيران.
وكتب بودولياك: "منطق الحرب مميت ولا هوادة فيه، وهو يصدر فواتير قاسية لأمرائها والمتواطئين"، مضيفاً: "ليلة انفجارات في إيران (مع استهداف) مصانع المسيرات والصواريخ ومصافي النفط. سبق وجاء تحذير من أوكرانيا"، في إشارة إلى تغريدة له منذ 24 كانون الأول، اتهم فيها إيران بالتخطيط "لزيادة إمدادات الصواريخ والمسيرات لروسيا".
ودعا للتخلي عن "العقوبات الدولية غير العاملة ومفهوم القرارات الأممية الباطل، والانتقال إلى أدوات أكثر قوة تدميرية مثل القضاء على المصانع واعتقال الموردين".
تجدر الإشارة إلى أنَّ موسكو نفت مراراً صحة المزاعم الأوكرانية والغربية بحصولها على مسيرات من إيران لاستخدامها في أوكرانيا، كما نفت طهران أيضاً صحة هذه المزاعم.
في غضون ذلك، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنَّ موسكو تدين هجوم المسيرات على مجمع صناعي تابع لوزارة الدفاع الإيرانية، محذرة من أنه قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
وقالت: "ندين بشدة كل العمليات الاستفزازية القادرة على إثارة تصعيد لا يمكن التحكم به في هذه المنطقة غير الهادئة".
وأضافت: "يمكن أن تكون لهذه الأعمال المدمرة عواقب لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. يجب على كل منظمي هذه العملية الجريئة ورعاتهم وكذلك أولئك الذين يشمتون بها ويأملون بإضعاف إيران عبثاً، أن يفهموا ذلك".
من جهتها، حذرت وكالة "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أوكرانيا من تبعات "تواطئها" المحتمل في الهجوم الذي استهدف عدداً من المواقع العسكرية في إيران ليلة السبت الأحد.
وقالت نور نيوز في مقال لها، أمس الاثنين: إنَّ "إطلاق مثل هذه التصريحات من قبل مسؤول أوكراني والقبول الضمني بمشاركة هذا البلد الانتقامية في حادث مساء السبت في مجمع ورش العمل التابع لوزارة الدفاع في أصفهان هو قبول بالمسؤولية ويمكن أن تكون له عواقب قانونية كبيرة على كييف".
في سياق متصل، أعلن المتحدث الرسمي باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، أمس الاثنين، أنَّ الاتحاد الأوروبي لا يعلم ما الجهة التي تقف وراء الهجوم على موقع عسكري في مدينة أصفهان في
إيران.
وقال ستانو خلال إفادة إعلامية، تعليقاً على الهجوم: "نحن لا نعلم من يقف وراء الهجوم وما حدث بالضبط، ونتابع ما يستجد من معلومات".
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" نقلت، في وقت سابق، عن مصدر مطلع، قوله إنَّ "3 مسيرات من طراز كوادكوبتر محملة بقنابل صغيرة نفذت هجوم أصفهان"، مشيراً إلى أنَّ "نوع المسيرة المستخدمة في الهجوم يؤكد أنه تم تنفيذه من داخل البلاد".