فريق {أثر الفراشة}.. رسامون بالفطرة يزينون الأزقة

الصفحة الاخيرة 2023/02/01
...

 بغداد: سرور العلي 

يواصل شباب عراقيون الرسم على جدران المناطق القديمة بهدف إحياء المهملة منها، ورسم البهجة على وجوه الآخرين، وتجسيد مفاهيم ثقافية وحضارية عدة، والتعريف بالتراث العراقي، إذ يعملون بشكل تطوعي وبجهود ذاتية على أمل أن تسهم الريشة والألوان بإعادة الألق للجدران والشوارع العتيدة، ولتكون بغداد معلماً سياحياً.

يقول صاحب المبادرة علي خليفة: بصفتي مسؤول الفكرة التي بدأت قبل أربع سنوات من الآن، إذ انطلقت حين قررت تغيير جدار مدرسة بألوان ورسومات عدة، وتجميله بعد أن كان مهملاً، ولم أكن أفكر بتكوين فريق أو منظمة آنذاك، إذ كانت الفكرة تقتصر على هذا الجدار فقط، ثم قمت بنشر فيديو العمل الفني، لكن هذه المرة ذكرت أنه كان عملاً تطوعياً. 

وأضاف خليفة: أن المفاجأة كانت بتفاعل الناس وترحيبهم بالفكرة، وكذلك من ناحية عملهم كرسامين فقد تحسن نحو الأفضل، وهذا دفعهم للرسم على أكثر من مدرسة، بعد ذلك قرروا تأسيس فريق لكي لا يصادر عملهم، وتم الاتفاق على الاسم وأحبوا أن يبدأ "بأثر"، ليكون لهم أثر جميل، ثم أصبح اسمه فريق "أثر الفراشة"، ووجدوا أن الاسم هو عنوان ديوان للشاعر محمود درويش، وأيضاً له معانٍ أخرى علمية مثل تأثير الفراشة الذي يعني أن الأثر الصغير يكبر في المستقبل، وينتشر سواء كان سلبياً أم إيجابياً، وفي الوقت نفسه كان الاسم لطيفاً. 

ولم يدرس أعضاء الفريق الرسم في المدارس الفنية أو أكاديمية مختصة بالفن، بل كانت الموهبة لديهم بالفطرة، وتضمنت لوحاتهم عدداً من الشخصيات العراقية المعروفة، كالمهندسة زها حديد، والدكتور علي الوردي، والعلامة أحمد الوائلي وغيرهم، فضلاً عن "الشناشيل" البغدادية، ورسوم التوعية والتثقيف والكاريكاتير.

أما عن أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهتهم فيوضح خليفة: استمر عملنا على أساس أن الفائض من مواد الطلاء وألوان الرسم، نستثمره في الأعمال التطوعية في وقت فراغنا، وكان أصحاب المواقع الذين نرسم لهم يدعموننا ببعض المواد، وأخذت أنشطتنا التطوعية تتوسع وتتميز، وكانت آخرها فكرة الرسم في الأزقة وعلى الجدران التي لاقت صدى واسعاً حتى على الصعيد العالمي، وتولدت تلك الفكرة في فترة الحظر الصحي، بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم.  

ويواجه أعضاء الفريق من حين لآخر بعض التحديات المتمثلة بأجور النقل، وأسعار مواد الطلاء وألوان الرسم، ويطمحون إلى انتشار المبادرة لتشمل كل محافظات العراق، ومساهمة الآخرين بتزيين الجدران والشوارع، وتوسع الحملات الخيرية والتطوعية.