سها الشيخلي
تصوير: خضير العتابي
شكا بعض الطلبة من قضايا ومشكلات دراسيَّة متنوعة، فعلى سبيل المثال يتذمر الطالب عدنان ابراهيم في الصف السادس الابتدائي من مادة الرياضيات، التي كما يقول إن "بعضها كان مخصصاً للصف الاول المتوسط، لكنها أعطيت للسادس الابتدائي عوضا عن ذلك"، بينما يبين زميله عبد الله حسن أن اغلب الطلاب استلموا كتباً ممزقة، وهذا بالتأكيد سيؤثر في رغبتهم بالدراسة خصوصا، أن الغالبية تعاني من صعوبتها.
اما الطالب حمزة عاصم فيؤكد أن بعض المعلمين يتركون مهمة شرح وتوضيح المواد الدراسية على الأهالي، وتشاطرهم الرأي زميلتهم بشرى ياسين، التي تعتقد أن المنصة الالكترونية التعليمية كان من المفترض أن تساعد الطالب في تذليل صعوبات المنهج، لكن الدروس لا تفهم بشكل جيد، لغياب التفاعلية التي تحدث عندما تكون الدراسة وجها لوجه وبحضور المعلم والطلبة، لهذا فإن دروس المنصة لا تفهم بشكل صحيح، لغياب دور المعلم الحضوري، وبالتالي فمن وجهة نظرها أن الطالب لن تكون لديه فرصة للاستفسار والتفاعل مع معلمه.
فرص تعاون
المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد بيَّن لـ "الصباح" أن الوزارة تعمل اليوم على تعزيز الثقة بينها وبين الطالب وذويه، والجمهور بصورة عامة، خاصة بعد فترة الانقطاع التي حصلت بينهم التي كانت تدور حينها الكثير من الاحاديث السلبية عن تقييم اداء الوزارة، لذلك سيكون هناك تعاون وتفاهم مع أسرة الطالب في هذه المرحلة الجديدة، فضلا عن تحقيق الشراكة والتعاون مع وسائل الاعلام. ويؤكد السيد أن التربية جادة في وضع أسس جديدة تتعلق بتحسين الجوانب التربوية، والتركيز على تحقيق الرصانة وضمان جودة التعليم، وسيكون هناك برنامج حكومي قصير الامد فيه جملة من المعطيات، منها الاهتمام بالابنية المدرسية بشكل عام، من ترميم وبناء وإعادة العمل ببعض المشاريع المتلكئة، وكل هذا بالتأكيد سينعكس بشكلٍ إيجابي على الدراسة، فضلا عن تدريب الملاكات التربوية والاهتمام بالتعليم الالكتروني.
ويلفت كريم السيد إلى أن الوزارة لديها خطط تتعلق بمحاربة التسرب المدرسي، كما جرى التعاون مع الجهد الخدمي الهندسي في الحشد الشعبي لتأمين )المقاعد الدراسيَّة، اي الرحلات)، ومن الجدير بالذكر أن هناك نقصاً في الأبنية المدرسية يتراوح بين 8000 الى 9000 مدرسة، اذ من المعروف لدى الجميع أن خلال الفترة المنصرمة، لم يتم بناء مدرسة واحدة على الاقل مما سبب اكتظاظا في بعض الصفوف، لا يتناسب مع الزيادة السكانية الحاصلة في البلاد.
فروقٌ فرديّة
المعاون العلمي لمديرية المناهج في الوزارة الدكتورة اسراء طالب توفيق أشارت إلى أن المنهج الدراسي، لا يعني فقط الكتاب الدراسي، بل يشمل كل ما يتعلق بالعملية الدراسيَّة.
وكثيرا ما يشكو الطلبة وذووهم من صعوبات المنهج، ولكن توفيق تبرر أنه جرت مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، كما أن تأليف الكتب تتم بمشاركة المختصين من وزارة التعليم العالي، ومديرية المناهج إضافة إلى مدرس أو معلم حسب الفئة العمرية، ومشرف تربوي أو مختص لأنهم الأكثر قرباً من الطالب.
وتلفت اسراء إلى أنه بعد الحصول على الموافقات الأصولية يتم إعداد المناهج الدراسية، اي الكتب التي بدورها تخضع إلى عدة تقييمات، من قبل اساتذة مختصين في الوزارة بعد ذلك يتم تصميم الكتاب من حيث الصور والخرائط، مشيرة إلى أن الرصانة العلمية في الكتب نابعة من الخبرة التراكمية التي يمتاز بها مؤلفوها، وفي ما يخص شكاوى الطلبة بخصوص ترك المادة العلمية عليهم، ومطالبة أسرهم بشرحها وتوضيحها لهم، تبين توفيق أن هذا الامر يحصل بسبب ضعف تدريب الملاكات التدريسية على المناهج، التي تستحدث بين الحين والآخر، ولكن من أجل وضع حلول لهذه المشكلة وضعت الوزارة خطط مهمة، ستساعد على أعداد دليل خاص بالتدريسين ليساعدهم في شرح المواد العلمية.
الزاميَّة التعليم
مديرة التعليم الابتدائي في الوزارة عالية محمود أكدت أن التعليم الابتدائي هو الحد الأدنى، الذي لا يمكن الاستغناء عنه وهو من حقوق الانسان الاساسية، فهو يسهم ببناء الشخصية ولكن تقول محمود:
"هناك الكثير من الأسر تحرم أبناءها من التعليم في عمر مبكر، وتزجهم في سوق العمل مبكرا، دون أن تراعي حقوقهم ولا رغبتهم بمواصلة التعليم".علما أن هناك قانوناً يلزم الأسر بإرسال أبنائها إلى المدارس وهو قانون الزامية التعليم المرقم (118) لسنة 1976 وينص على الزامية التحاق الاطفال بعمر 6 أعوام بالمدارس".
وتنوه محمود بوجود صعوبات تواجه التعليم خصوصا الابتدائي، وهو صعوبة تهجي الحروف من قبل الطلبة، فضلا عن مادة الرياضيات لكن الملاكات التدريسية، تبذل قصارى جهدها كما توضح محمود في سبيل تذليل الصعوبات امام الطالب. وتردف محمود أن الجهات الخاصة بالتطوير التربوي في الوزارة أعدت خططاً منهجية، لتدريب المعلمين والاساتذة للمرحلتين الابتدائية والثانوية.
رصانة وجودة
عددٌ كبير من الطلبة وذويهم يرون أن التعليم في المدراس الاهلية، اكثر رصانة وجودة من نظيره الحكومي، يجيب عن هذا التساؤل مديرعام مديرية التعليم العام في وزارة التربية دايخ جبار الغريري قائلا:
إنَّ "التعليم الاهلي هو منافس ايجابي لنظيره الحكومي، لا سيما انه يتعامل مع عدد طلبة اقل مما في المدارس الحكومية، فالصف الواحد في الاهلي يستوعب 30 طالب فقط، في حين الحكومي اضعاف هذا العدد، ويلفت الغريري الى أن المديرية تقع على عاتقها متابعة التعليم الابتدائي والثانوي ورياض الاطفال وقسم التربية الخاصة والارشاد التربوي وادارات المدارس، فضلا عن التعليم الأهلي والاجنبي، وهما يخضعان لنظام خاص ذي الرقم (5) لسنة 2013 ينظم عملهما، ويرى الغريري أن هناك مدارس حكومية متميزة جدا، من بينها المتميزون وهي تضم ملاكات تدريسية وطلاباً مستوياتهم الدراسية متميزة، لا سيما الطلبة فهم يمتازون بالذكاء والفطنة، علما أن التدريس في مدارس المتميزين يكون باللغة الانكليزية. مشيرا إلى أن هناك اجراءات رادعة للمدارس، التي تحقق مستويات منخفضة، ويشار إلى إغلاقها اذا كان مستواها مستمرا بالتردي.