لا شريك في الاختيار

الرياضة 2023/02/02
...

علي حنون

أتمنى، ونحن نقف على أعتاب أبواب التأهب لخوض غمار منافسات بطولة غرب آسيا، أن تُتاح الفرصة كاملة أمام مدرب منتخبنا الوطني الإسباني خيسوس كاساس لاختيار القائمة، التي يجدها الأفضل والأنسب - في ظل هذه الظروف - ليخوض فيها الاستحقاقات القادمة، كما وأتمنى أن لا يظهر علينا بين الفينة والأخرى - عبر بوابات الفضائيات - من يعتقد في نفسه ما ليس فيها من رؤية مُميزة تُبدي له أن خيارات المدرب يجب أن لا تكون حصرية وعليه (اي المدرب) أن يأخذ باستمرار بنصائح الآخرين، لأنَّ هذه المُغالطة هي الطامة الكبرى، التي بقيّت وجوهنا التدريبية، ولاسيما المحلية تعيش في فضائها ما جعلها وحدها تدفع الثمن غالياً بعد تنصل من كانوا يدفعونها باتجاه مشاركتهم لها في خياراتها ودفعها - بالضغط والتحشيد - عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات لاختيار عينة من الأسماء، التي حتى وإن وجدها المدرب غير مُلبية لتطلعاته، فانه يركن في النهاية إلى استدعائها للتخلص من (وجع رأس) الفضوليين والحشريين.

ولأننا نعتقد - عن يقين - بأنَّ الجهاز الفني الإسباني لم ولن يُحابي أو يُساير في فلسفته المهنية من يُريدون فرض آرائهم لتسويق تطلعاتهم المريضة، فانَّ هناك من سعى لايجاد سبيل آخر يُنشد منه إيصال صوته إلى المدرب الأجنبي عبر فبركة تصريحات ولصقها بالمدرب من باب تحريك ساكن وعلى طريقة النفخ في الدخان رغبة في رؤية النار، لتظهر الحقيقة فيما بعد أنَّ المدرب لم يكن بطلاً لتلك التصريحات وهي مُجرد كلام ليس له رصيد في الواقع أطلقته منصات غير مهنية بحثاً عن حالة من شأنها خلق التشويش وإيجاد جو عام تُطلق فيه تلك البوابات، التي تُلصق رؤيتها - ظلماً - بالإعلام سهامها باتجاهات مُختلفة لعل أحدها يصيب هدفاً من بين الأهداف المنشودة.

وبلا ريب، أنَّ الأمر السديد هنا هو علينا أن نعي أنَّ خيارات المدرب مرهونة في بعض المحطات بفواصل تتعلق بعدم تسريح الأندية الأجنبية للاعبين العراقيين المُحترفين في صفوفها، وأخرى تقترب من عدم وضوح الصورة الفنية لبعض الوجوه المحترفة، لذلك فان، الذي ننشده أنَّ الجهاز الفني هو من سيتحمل المسؤولية في الإخفاق، تطبيقاً لقاعدة الخسارة لها أب واحد، فيما الانتصار له أكثر من أب، ولأننا نعتقد إلى درجة الإيمان، بأنَّ المدرب وحده من (سيصلب) على رؤوس الأشهاد عند الإخفاق، فان المنطق والإنصاف يُحتمان على الجميع الخروج من دائرة التدخل في شؤونه وأن تُتاح له الفرصة كاملة في الاختيار وفي تحديد الأسماء، التي تضمها قائمته في أي مشاركة، ذلك أنَّ أمر منحه التفويض الكامل لإدارة هذا الملف فيه من العدالة الشيء المطلوب وبالتالي، فان مُحاولة البعض تطبيق فلسفة تدخله بشؤون المدرب الإدارية والفنية، إنما هي حالة صارخة من التدخل غير المُبرر، والتي تُحتم على من يتصدون لأمور المنتخب الوقوف عندها ومُساندة المدرب في القفز عليها طالما أن ثقتنا بإصلاحات كاساس ورفاقه أصبحت كبيرة بعد نجاحه في اختبار خليجي25.