لبنان بين صقيع الطقس القاسي وسخونة الأزمات السياسيَّة

قضايا عربية ودولية 2023/02/02
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


صقيعٌ وانخفاض حادّ في درجات الحرارة ورياح عاصفة وتساقط كثيف للأمطار والثلوج تسيطر على طقس لبنان تقابله سخونة متفاقمة في الأجواء السياسيَّة الملبدة بسحب الصراعات والأزمات، في هذه الأجواء أكد رئيس حركة النهج حسن يعقوب أنه "بدأت مرحلة إطلاق ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة".

وفي خضمِّ هذا التناقض العنيف بين الطقس الموغل في صقيعه وبرودته الشديدة والطقس السياسي المتغوّل في حرارة أزماته التي ألقت بثقلها على الواقع الاقتصادي فجعلته قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، يعيش اللبناني في وضع مأساوي لا يحسد عليه، فلبنان القابع في نفق فراغ رئاسي عاجز حتى الآن عن الوصول إلى كوّة أمل في نهاية النفق، غير أن لرئيس حركة النهج النائب السابق حسن يعقوب كلاماً آخر يحاول أن يلامس التفاؤل، فقد أكد أمس الأربعاء في تصريح له أنه "بدأت مرحلة إطلاق ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة تحت عنوان تسوية داخلية وإقليمية ودولية، وذلك بعد انتهاء محاولة جمع 65 صوتاً لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية على صعوبتها".

وأضاف يعقوب، "الواقع أنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب سامي الجميل والتغيريين مع العماد جوزيف عون، لكن يبقى الموقف الحاسم لحزب الله الذي لم يوافق بعد". 

أما حزب الله الذي رمى يعقوب الكرة في ساحته فيقول من جانبه عبر عضو كتلة حزب الله النائب رامي أبو حمدان: إنَّ "استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية لا توافق عليه حتى الآن بين الكتل النيابية، ولكن حزب الله يسعى إلى التوافق بين أغلبية الكتل حتى نصل إلى انتخاب رئيس جمهورية يرضي

الجميع".

في هذا السياق كان لافتاً اللقاء المهم الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ومن هناك أطلق جنبلاط تصريحاته التي قال فيها: إنَّ "ما نقوم به هو محاولة اختراق بعض الحواجز السياسية من أجل الوصول إلى توافق يعطينا آمالاً بانتخاب رئيس للجمهورية"، ولفت جنبلاط إلى أننا "لا نستطيع أن نبقى في هذه الدوامة بأن نذهب كل أسبوع، ونُصوّت بورقة بيضاء وسواها وفي الوقت نفسه ربما البعض له حسابات جيوستراتيجية".

إلى ذلك، أشاد النائب سليم عون بالحراك الذي يقوم به جنبلاط في الملف الرئاسي، نافياً "وضع مواقف رئيس التيار جبران باسيل الأخيرة في خانة استهداف المؤسسة العسكرية"، وقال: "نحن ولدنا ونشأنا من رحم هذه المؤسسة"، مشيراً إلى أنَّ "قائد الجيش كان خيار الرئيس السابق ميشال عون". 

روسيا كانت لها كلمة أيضاً في هذا السياق من خلال زيارة لافتة في توقيتها قام بها السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف، لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية وهو أحد المرشحين المهمين للرئاسة، حتى ذهب بعض المراقبين إلى تفسير الزيارة بأنها دعم روسي لانتخاب فرنجية للرئاسة، حيث أكد السفير الروسي أنه "رغم كل الصعوبات والمشكلات التي نعيشها في أوروبا وفي روسيا، نحن جاهزون لمساعدة لبنان من أجل حلّ الأزمة السياسية عبر انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت وتشكيل حكومة شرعية".