عثرات تعوق عمل {تشات جي بي تي}

علوم وتكنلوجيا 2023/02/04
...

 واشنطن: أ ف ب


تثير برمجية "تشات جي بي تي" القادرة على إنشاء نصوص وإعلانات وأسطر شيفرة معلوماتية بثوانٍ، الانبهار والرعب أكثر مما أحدثته في النفوس أي تكنولوجيا حديثة أخرى. ويُعدّ إطلاق "تشات بوت" هذا (روبوت المحادثة) في نهاية تشرين الثاني 2022 نقطة تحول في مجال الذكاء الاصطناعي.

إلا أنّ بعض المراقبين الذين يبدون شكوكاً في البرمجية، يرون أنّ "تشات جي بي تي" يمثل أداة تسويقية مذهلة ساعدت شركة "أوبن إيه اي" التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً، على جمع مليارات الدولارات من شركة "مايكروسوفت".

ويقول المسؤول عن الذكاء الاصطناعي لدى شركة "ميتا" والأستاذ في جامعة نيويورك يان لو كون "من الناحية العلمية، لا تشكّل البرمجية تقدماً مثيراً للاهتمام بصورة خاصة". ويوضح أنّ هذا "العرض اللافت للنظر" لا يجيب بالفعل على أسئلة مستخدمي الانترنت، بل "ينشئ كلمات تلو الأخرى" من دون قدرة على تكوين رؤية للعالم.

ويقول هاومياو هوانغ من صندوق استثمار "كلينر بيركنز" في سيليكون فالي "عندنا نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية هذه، ينبغي أن ندرك أنها بمثابة آلات حظ لا آلات حاسبة". ويذكر أنّ "في كل مرة تطرحون سؤالاً وتنقرون على الزر، تحصلون على جواب قد يكون مذهلاً...أو سيئاً"، مشيراً إلى أنّ "المشكلة تكمن في أنّ إخفاقات البرمجية لا يمكن توقّعها مطلقاً".

ويستند "تشات جي بي تي" إلى "جي بي تي 3"، وهو نموذج من الذكاء الاصطناعي أُنشئ قبل ثلاث سنوات. وما أثار إعجاب شرائح كبيرة من المستخدمين هو الجانب الذي يعطي انطباعاً وكأنّهم يتحدثون إلى شخص ما.

ويقول الأستاذ في جامعة سيراكيوز جايسون دايفيس "إنّ ما توفره البرمجية يشبه المحادثة، وينطوي على سهولة أكبر من البحث عبر محرك غوغل". ويلفت إلى أنّ النجاح الذي يحققه "تشات جي بي تي" هو مؤشر على "القوة الفعلية لهذه الأداة".

ويؤكد رئيس شركة "أوبن إيه اي" سام اولتمان أنّه فوجئ بالحماسة التي حظي بها "تشات جي بي تي". ويقول "نظراً إلى التأثير الاقتصادي لهذه التكنولوجيا، من الأفضل أن نواصل تطويرها ببطء". ويشير إلى أنّ "الأشخاص والمؤسسات والمسؤولين المنتخبين يحتاجون إلى أن تصبح الأداة مألوفة لهم والتفكير في تبعات استخدامها".

ويتساءل عدد كبير من العاملين في مهن مختلفة كالمحاماة والهندسة والصحافة عما إذا كانت برمجيات الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى تعطيل أعمالهم. وبدأ المدرّسون في المراحل الثانوية والجامعات يتأثرون بهذه التقنيات لأنّ طلابهم يلجأون إليها.

أما في قطاع التكنولوجيا، فقد يوفر "تشات جي بي تي" بعضاً من الحداثة لمايكروسوفت التي أصبح يُنظر إليها على أنها شركة قديمة مقارنةً بـ"غوغل" و"آبل" و"ميتا". ويقول جايسن دايفس "لا حاجة بعد اليوم إلى (مايكروسوفت وورد)، فالبرمجية الجديدة بمجرد أن تعطيها تعليمات تبدأ بكتابة النصوص".