ملاعب بغداد

الرياضة 2023/02/05
...

كاظم الطائي 



في الأسبوع الماضي وعبر هذه الزاوية أشرنا إلى أهمية بناء ملاعب في العاصمة يزيد استيعابها على الطاقة الاستيعابية الحالية التي بلغت بأعلى المديات 32 ألف متفرج في ملعب المدينة، ولم تعد صالحة لاستقبال الجماهير الغفيرة العاشقة لكرة القدم وبحاجة إلى إضافات سريعة قبل فوات الأوان . 

الثلاثاء الماضي قدمت لنا مباراة الكلاسيكو بين قطبي الكرة العراقية الزوراء والجوية دليلا قاطعا على أهمية بناء ملاعب كبيرة والإسراع ببدء العمل في ملعب التاجيات بسعة 60 ألف متفرج وزيادة مقاعده لنحو 100 ألف متفرج أو أكثر من ذلك حفاظا على أرواح الناس وتسهيلا لحضور أكبر عدد ممكن من المهتمين باللعبة الشعبية الأولى في العراق والعالم . تم بيع أكثر من 30 ألف بطاقة للجماهير قبل تلك المباراة بساعات وارتفع سعرها قرب أبواب ملعب الشعب إلى ضعف سعرها الرسمي وأقل بطاقة بسعر 10 آلاف دينار، وتحدث معنيون لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن أن ضخ بطاقات مزورة لجهة غير معروفة زاد من الضغط على المنظمين وأمن الملاعب وحدثت حالات غير مقبولة من تدافع وتسلق السياج وإرباك مشهد الدخول النظامي، دعت الملاك الفني الإسباني بقيادة المدرب خيسوس كاساس إلى مغادرة الملعب وسط هذه الأجواء المشحونة والعودة للفندق . يا ترى ماذا سيكون الحال لو أن المباراة دولية بين منتخبنا وفريق آخر ضمن بطولة رسمية، كم سيبلغ الحضور، وما هي العواقب التي ستفرض وجودها في ظل عدد محدود من المقاعد لا يمكن تجاوزه لكي لا تحصل كارثة لا سمح الله؟ وشاهدنا بعض تفاصيلها في افتتاح وختام خليجي البصرة في الشهر المنصرم  .

65 ألف متفرج في ملعب جذع النخلة لم تستوعب المد الجماهيري طوال أيام بطولة الخليج العربي وزاد الحضور لملعبي البصرة والميناء على 100 ألف متفرج في اليوم الواحد وبوقت واحد، ألا يخبرنا هذا الرقم بأن الأمر يتطلب حلولا لا يمكن تأجيلها، بضرورة افتتاح ملاعب كبيرة تتناسب مع حجم التفاعل الجماهيري؟ والجميع يتحدث بأن الكرة باتت المتنفس الوحيد لشعب مر بأصعب الظروف والتحديات، فلنستثمر هذا التوجه بتشديد صروح تستوعب أنشطته، ولم تعد الأرقام الحالية مناسبة لتطلعاته وبالإمكان توسعة ملاعب معينة في العاصمة لتزداد طاقتها الاستيعابية إلى حدود مضاعفة تضمن على أقل تقدير تواجد الأغلبية من المرتادين لها في مناسبات جماهيرية ولقاءات دولية. ملعب التاجيات القريب من بوابة بغداد الشمالية كان بالأساس 80 ألف متفرج وتم اختزال 20 ألفا من سعته ليصل إلى 60 ألف متفرج ومضت على وضع أول لبنة فيه سنوات طوال ونسبة الإنجاز فيه بحدود الثلاثين بالمئة ولابد من تهيئة الظروف الملائمة لإكمال مراحله ومضاعفة عدد المقاعد وبذل الهمم للإسراع بكل التفاصيل في غضون الأشهر المقبلة قبل احتضان بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية دون 23 عاما لأن الملاعب الحالية لا تكفي المتفرجين.  لقد حدثت معطيات جديدة في الجوانب الرياضية وباتت ملاعبنا ملاذا آمنا لعشاق المستديرة الذين زاد شوقهم لحضور المباريات ولاسيما الدولية بعد قطيعة عقود فرضتها العقوبات الدولية ومنع اللعب في بلدنا وهذا يدعو إلى كرم البناة في تشييد صروح واسعة تخدم شبابنا اليوم وفي الغد، تتناسب مع حجم السكان وتزايد أرقام النفوس في السنوات الأخيرة إلى ما يزيد على 42 مليون نسمة بعد أن كان العدد يتراوح بين ربع هذا الرقم ونصفه في العقود المنصرمة، أليس كذلك؟.