ابتسامة براين نيلسون

الصفحة الاخيرة 2023/02/06
...

عبد الهادي مهودر 


لا يمكننا تقديم نصيحة للمصارف الحكومية والأهلية بضرورة تعزيز الثقة بالجهاز المصرفي فهم أعرف بأهميتها وبطرق تعزيزها لكن الشهور الأخيرة شهدت هزات عنيفة ولم يعد خبر ضبط موظف صغير بالتلاعب والاختلاس مثيراً فقد بلغنا الذروة بسرقة القرن وكل ما عداها أصبح من الصغائر التي لا تستحق الذكر، وتصدرت أخبار التلاعب والاختلاسات في المصارف الحكومية والأهلية المشهد، ولا تلام هيئة النزاهة على القيام بوظيفتها، ولكن تلام المصارف إذا تركت وظيفة خدمة المجتمع والاقتصاد وتحولت إلى دكاكين ووجوه عبوسة، بينما الحكمة تقول (إذا كنت لا تبتسم فلا تفتح دكاناً)، والكلام بالتأكيد لا يشمل الجميع، لكن سمعة المصارف بشكل عام باتت في الحضيض، والثقة والسمعة أهم من الأموال التي تودع في المصارف كما يقول خبراء المال والاقتصاد، ومع كل الذي حصل ما زال العراقيون ينظرون إلى البنك المركزي العراقي على أنه المؤسسة العريقة وآخر القلاع الحصينة المدافعة عن الدينار العراقي الذي كانت قيمته طيلة العهد الجمهوري الأول تساوي أكثر من ثلاثة دولارات أميركية، لكن الانهيار أتى على الدينار والدولة معاً حتى أصبح الدولار الأميركي يساوي ثلاثة آلاف دينار عراقي عام 1990 ولم يتوقف هذا الانهيار الكارثي حتى توقيع برنامج النفط مقابل الغذاء بموجب مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة عام 1996 بعد مرور سنوات عجاف ماتت فيها الناس جوعاً وحرماناً، وتنفس بعدها الشعب الفقير والدينار الصعداء وخسر محتكرو الدولار خسارة فادحة وكان أقوى (بوري) في زمانه، وقد لاحت مجدداً بشائر نزول (البواري) مرة أخرى لصالح الدينار في مفاوضات محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق، ومساعد وزير الخزانة الأميركي براين نيلسون، التي ختمت في تركيا يوم (الجمعة المبارك) الماضي بصورة لمصافحة تذكارية ظهر فيها المسؤول الأميركي بابتسامة عريضة بحجم فئة مئة دولار وظهر فيها المسؤول العراقي بوجه بشوش مثل أي عراقي يخشى مظاهر الاحتفال والفرح الزائدة عن اللزوم، وكأنه يقول إن نزول الدولار سيكون بشكل الابتسامة العراقية وليس بعرض الابتسامة الأميركية على وجه السيد نيلسون، والتي لم تكن بهذا الشكل المبين لو لم يسبقها اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ولولا عبارات الترحيب والرغبة المتبادلة بتوسيع العلاقات والترحيب الإضافي بالوفد العراقي الذي سيزور واشنطن لإدامة حالة المرونة التي أبدتها واشنطن في مباحثات تركيا، ومن بعد هذه الليلة سنراقب الصور الجديدة وتعابير الوجوه في مباحثات واشنطن ونتطلع لتوسيع الابتسامات.