(الكهرباء) الذي أنهى (السيادة)

الرياضة 2023/02/06
...

علي رياح

مهلاً، لست مَعنياً في مقالي بعقدين من الزمن العراقي مَـرّا من دون أن نجد حلاً شافياً لمعضلة الكهرباء برغم عشرات المليارات من الدولارات والتي أنفقت على هذا السبيل، إنما اتحدّث عن الكهرباء- الفريق الذي ضرب عمالقة الدوري العراقي في الصميم وفي العمق قبل خمسين سنة، فكتب عنه الراحل الكبير شاكر إسماعيل يقول: (أروع ما يميّز الفريق أن كل أسماء لاعبيه لم تحلـّـق في دوائر الضوء وأفلاك الشهرة، وما زالت صورهم غير معروفة ولا مألوفة لدى الجمهور).

عاد (الكهرباء) من معسكره في السليمانية منتصف تشرين الأول 1973 وكان مدربه محمد المنذري الذي شاركه المهمة عادل جرجيس، يشكو (سرقة اللاعبين المميزين من قبل الأندية الكبيرة)، فكتب في أول دوري عام على مستوى العراق نتائج مذهلة، يوم كان الدوري عبارة عن فرق قوية للغاية وأخرى في منتهى التواضع ولم يكن في الإمكان نسف الفروقات بين الفئتين، خلافاً لما يحصل غالباً في يومنا هذا!

بعد الفوز على أربيل بالركلات الترجيحية نظراً لإلغاء التعادل في ذلك الموسم وحسم المباراة بالتوجه من الوقت الأصلي مباشرة إلى الركلات، ثم على السليمانية، تجلّى الكهرباء بالفوز على اسم كبير هو المصلحة وقد كان يحتضر في آخر مواسم العز بالنسبة له، ثم الفوز على السكك في علياء شأنه بأربعة أهداف لثلاثة، ثم على القوة الجوية بخمسة أهداف لأربعة، ثم على آليات الشرطة بهدفين دون مقابل (وقد فاز عليه الكهرباء أيضاً في بطولة بغداد الخاصة بهدف وحيد)!

كان الفريق في طريقه للفوز بلقب الدوري في منتهى الجدارة، وكثيراً ما ردّدت الصحف عبارة (الكهرباء يتصدر الدوري)، لم يستبق فريقاً من أهل القمة إلا وألقى به في متاهة الهزيمة، حتى جاءت لحظة الانكسار لينحدر معها الخط البياني على نحو عجيب.. تعرّض الكهرباء لخسارة رباعية أمام السماوة، وألغى الحكم غني الجبوري هدفاً نظيفاً خامساً.. ثم دخل الفريق في مرحلة فقدان التوازن خسر فيها أمام البريد والميناء وقوات نصر!

انتهى الكهرباء إلى المركز الخامس في نهاية المطاف، لكنه في حساب المواجهة مع كبار الدوري كان الأفضل على الإطلاق، تحوّل بالفعل إلى ظاهرة الموسم وأنهى سيادة أقطاب الدوري على المباريات ونتائجها، وقد ظهرت على قائمة نجاحه أسماء تصدّرها ضرغام الحيدري ومعه سعدي يونس، ياسين ياس، فرحان بنيان، طارق حنيص، قاسم زبون، جلوب مدلول، كاظم عروك، فيصل حسن، عودة خلف، أدور يلدا، محمد الشيخلي، حميد سلمان، فوزي شيهان، حطاب ياسين، سلمان جاسم وغيرهم.. 

كما حقق فريق الكهرباء الحالي نتيجة إيجابية في موسمه المميز 2022-2023، عادت صورة ذلك الفريق السبعيني الكبير الذي أطاح بالكبار تباعاً وأثار الجدل ومعه عواصف الإعجاب في أوساط اللعبة، قبل أن تتولى نتائجه المتواضعة مع الفرق الأخرى كسر طموحه في الحصول على اللقب الأول.. من يدري؟! هل يفعلها أبناء اليوم!   


تنصيص

كان الفريق في طريقه للفوز بلقب الدوري في منتهى الجدارة، وكثيراً ما ردّدت الصحف عبارة (الكهرباء يتصدر الدوري)، لم يستبق فريقاً من أهل القمة إلا وألقى به في متاهة الهزيمة