الكوت: محمد ناصر
أكدت الفنانة التشكيلية المغتربة يسر القزويني أن "التكنولوجيا والطباعة الحديثة لهما تأثير مباشر في الرسم"، وقالت لـ "الصباح": كلنا نعلم أن لكل شيء إيجابيات وسلبيات، وعندما نتحدث عن التكنولوجيا من الإنترنت ومحركاته، فإنها بشكل عام قد سهلت علينا عملية البحث عن مصادر ومراجع عديدة تساعدنا في الرسم، أما منصات التواصل الاجتماعي فقد وفرت لنا فرصة متابعة الفنانين الكبار والتعلم من خبرتهم.
وبما يخص برامج الرسم الرقمي، فتعتقد القزويني أنه إذا أجاد الفنان استعمال برامج الرسم الرقمي سيساعده ذلك في عملية تكوين العمل واختيار درجات اللون، ولكن "للأسف أنا لا أجيد استخدامها"، كما تساعد بعض الأجهزة مثل "البروجيكترات" عالية الدقة في تكبير الصور أو المخططات بدلاً من طريقة المربعات التقليدية أو النقل المباشر الذي قد يكون عرضة للأخطاء.
وتتابع: وحتى الذكاء الاصطناعي الذي هو عبارة عن تجميع لصور
متوفرة على الإنترنت، والذي يعتقد البعض أنه سيلغي دور الرسام، خاصة في ما يتعلق برسم البورتريه، "أنا لا أراه كذلك، لأنه ببساطة يساعد من لا يملك خبرة أكاديمية ومخيلة تمكنه من تخيل ما يريد أن يرسم"، وفقاً لتعبيرها.
أما في ما يخص الطباعة، فترى القزويني أنها من الأشياء الشائعة جداً في أميركا على عكس العراق. لأنه عادة ما يكون العمل الأصلي في أميركا باهظ الثمن، لذلك
يوفر الفنانون مطبوعات من أعمالهم بأسعار ملائمة لفئة أكبر من
الناس لمنحهم فرصة اقتناء نسخة من العمل تحمل توقيع الفنان بدقة
عالية.
وتتفاوت أسعار النسخ، بحسب القزويني، فهناك مطبوعات بكمية محدودة تكون أغلى من تلك غير المحدودة.
ولأن طباعة الرسومات فن بحد ذاته، فإن هناك أنواعاً كثيرة من الوسائط، وأساليب كثيرة للطباعة والأهم من هذا كله أن تكون صورة العمل الرقمية عالية الدقة، حتى تكون النسخة المطبوعة عالية الجودة.
الأمر الذي يعني أن "وجود الطباعة لا يلغي وجود العمل الأصلي، لأن العمل الأصلي له أسواقه والطباعة لها أسواقها"، على حد قولها.
وتتابع: أما إذا أردنا الحديث عن الطباعة الثلاثية الأبعاد، فهي عالم آخر، ومن أهم الاختراعات الحديثة. عدا استخداماتها المهمة في مجال "الروبوتات"، والمجالات الطبية، وغيرها، إذ شهدنا لها دوراً مهماً في عالم الأزياء والنحت، وصناعة المجسمات، والإبداعات في مجال الفن التركيبي وغيرها.
وعن الغربة ونقل صورة عن العراق قالت: إن "البعد عمن تحب يولد الحنين والشوق وهذا ما فعلته الغربة. فترى العراق في كل أعمالي، وتراني أصنع ذكريات لم أتمكن من أن أعيشها. كأن أقف في بابل اليوم وأنا لم أزر العراق منذ سبعة أعوام، وأن أعرض ذلك على الأميركان هنا، فيصابون بالذهول ويسألوني عن العراق وعن بابل اليوم، وهو ما حدث معي في المعرض الذي شاركت به في تشرين الأول من العام الماضي وعرضت فيه عملي
الجديد "في بابل"، أو كأن أحن إلى دجلة، فأرسم نفسي في قارب في نهر دجلة.