دنيا الدلي تعود إلى مهد طفولتها بعد 37 عاماً

الصفحة الاخيرة 2023/02/08
...

 بغداد: محمد إسماعيل


حاولت والدة دنيا الدلي وزملاؤها في جريدة "بفورتسهايم" الألمانية، ثنيها عن زيارة العراق؛ لخطورة ما هي مقدمة عليه، لكنها فعلت رغم التحذير من مخاطر محتملة، عائدة من زيارة مسقط رأسها، بغداد التي غادرتها قبل عشرين عاماً، لتكتب في جريدة "بفورتسهايم" التي تعمل مديرة مطابع فيها، كما تقول "عانى العراق ظروفاً سياسية قاسية، منذ عقود مضت، أسفرت عن اضطراب أهلي داخلي، وحروب خارجية، وتغييرات حادة في 9 نيسان 2003 ارتبط بها إرهاب عالمي، تسبب بنزوح داخلي وهجرة خارجية"، مضيفة أن "بغداد واحدة من أشهر مدن العالم ينظر من لم يزرها الآن إلى أنها مدينة خطيرة". وتابعت: "تلبية لرغبتي برؤية الحقيقة؛ سافرت إلى بغداد التي هجرتها قبل عشرين عاماً بصحبة أسرتي" لافتة: "وصلت مطار أربيل واتجهت بالسيارة إلى بغداد مباشرة. وأخذت جولة في العاصمة مع أصدقاء ثقاة".

وأوضحت دنيا: منذ أن عدت من بغداد إلى ألمانيا ثانية، وأنا مندهشة، لقد وجدت العراق بلداً جميلاً والحياة مستمرة في العاصمة، فالناس يعيشون كما في الماضي، والأسواق الشعبية والمقاهي ممتلئة بالحيوية. حتى التجار وأصحاب المحال والمطاعم كانوا أنشط من السابق"، مبينة: "كنت بعمر السبعة عشر عاماً عندما هاجرت أسرتي إلى ألمانيا؛ نتيجة الظروف الصعبة التي فرضها الإرهابيون علينا، نحن المسيحيين، فقد هجَّروا مليوني مسيحي من العراق". وأوضحت: "كانت حياتنا جميلة في بغداد قبل مجيء الإرهاب في 2003 ، بيتنا من ستمئة متر مربع ونمتلك ثلاث سيارات، لكن ضغط التكفيريين الذين هددونا بالقتل إذا لم ندفع فدية؛ جعلنا نهرب على شكل مجاميع إلى أميركا، وأسرتنا استقرت في ألمانيا، وتزوجت وأنجبت ولداً عمره ستة عشر عاماً وبنتاً عمرها أربعة عشر عاماً"، مشيرة إلى أنني عملت في جريدة "بفورتسهايم" بدءاً مساعدة، لكن عندما  شاهدوا جهدي تدرجت ارتقاء حتى وصلت إلى مديرة المطابع وتصليح المكائن بامتياز".

وبينت دنيا: لقد عدت من مسقط رأسي العراق إلى ألمانيا بفكرة جميلة، على الرغم من أن والدتي التي ترجتني ألا أذهب إلى البلاد، بكت وأضاءت الشموع ولمس أصدقاؤها الطاقة الإيجابية التي عبأها بها العراق".