دورينا والوجوه المُحترفة

الرياضة 2023/02/09
...

علي حنون 



يقيناً أنَّ الاستعانة بمن نعتقد فيهم الكفاءة في أي مضمار، إنما يُمثل انعكاسة لسلوك إيجابي وفلسفة مطلوبة في المجال، الذي نتواجد فيه لطالما تيقنا أنَّ اختيار عمر أو زيد يُمكن أن يأتينا بما لا يستطيع سواهما قيادتنا إليه من نجاح ..أتينا على ما تقدم في سياق تطرقنا إلى موضوع غاية في الأهمية وهو مدى الاستفادة المتوقعة من الاستجارة بالأسماء المُحترفة من اللاعبين الأجانب في دورينا، لأنَّ الأمر ببعده الفني يتعدى شواطئ تأثر الأندية ليصل إلى حدود الكرة الوطنية ذلك أن المستوى الأدائي كلما بلغ مرحلة متقدمة فنياً بين الفرق المحلية، فان تداعياته ستشكل دفعة إيجابية لصالح منتخباتنا الوطنية.

لقد رصدت أنديتنا خلال الموسم، الذي نواصل مبارياته مبالغ كبيرة من أجل الاستعانة باللاعبين الأجانب، وأخذت تتنافس فيما بينها على استقطاب المحترفين تحقيقاً لمستوى فني أفضل، وهي لأجل ذلك جندت وجوهاً في سبيل فتح منافذ الوصول إلى لاعبين عرب وأفارقة ومن قارات أخرى.. ونحن هنا لا نُريد أن نُصادر من الأندية حقوقها في طرق الأبواب، التي تعتقد من خلال طرقها يمكن أن تصيب واقعاً أفضل وتجعل تطلعات جماهير فرقها تتكئ على حقيقة مغايرة تتأطر بحلقات النتائج الإيجابية، لكننا نقف معها مُؤشرين المستوى الضعيف، الذي عكسه العديد من اللاعبين الأجانب.

فقد أوضحت المشاهد الأدائية، التي رافقت حضور أغلب اللاعبين المحترفين في الدوري المحلي، أنَّ جلهم لا يُمكن أن يُشكل نقلة نوعية في أداء فريقه وهو غير مؤهل ليكون رصيداً إضافياً يعين الفريق في تحقيق مستوى يُشار إليه ويُصنف على أنه أداء استثنائي.. نعم شاهدنا لاعبين يحملون جنسيات دول أفريقية لكننا لم نعثر على هوية كروية تناظر تلك الأسماء، فقد وجدنا أنَّ أغلب وجوهنا المحلية وبينهم أسماء تنتمي إلى القائمة الشبابية هم أكثر تمكناً في أدائهم من المحترفين الأجانب وعوضاً من نجد إعانة من المحترفين رصدنا أن سوء العطاء كان دافعاً للعديد من مدربي الفرق المحلية لإجراء تغييرات كان عمادها إخراج اللاعب الأجنبي وتعويضه بلاعب محلي.

وتأسيساً على ذلك، فان علامة الاستفهام، التي تشخص أمامنا تذهب باتجاه الآلية، التي اعتمدت عليها إدارات الأندية ومن يتضامن معها في مسؤولية الاختيار في سبيل الاستعانة باللاعبين المتواجدين حالياً، وصرف مبالغ عليهم دون الاستفادة القصوى منهم، حيث أنَّ الركون إلى قرار التعاقد مع لاعب أجنبي ينبغي أن يخضع إلى اعتبارات تجمع في مُجملها على أنه سيكون لاعباً مُميزاً من حيث المهارة وخدمة الفريق كتشكيل، إلا أن واقع الحال بصدد أغلب المحترفين لم يسجل ذلك، وجاءت المستويات عند بعضهم هزيلة وغير مقنعة من حجز لاعب أجنبي لمجرد انه محترف لموقع لاعب وطني يمكن في حال منحه الفرصة المُستحقة أن يعكس حضوراً جيداً.. وهنا يتجلى الأمر المطلوب، الذي يفرض على الأندية - حرصاً منها على المستوى العام لكرتنا - أن تُخضع لاعبيها الأجانب إلى عملية رصد وتقييم وتقرر بعدها إمكانية استمرارهم مع فرقها أو إنهاء تواجدهم ، لأنَّ ذلك  يعد قراراً صائباً وتبعاته ستأتي إيجابية.