اتركوا كاساس يعمل

الرياضة 2023/02/11
...

علي الباوي
الدقة التي عالج بها كاساس خيبة الكرة العراقيَّة وأخرجنا من خليجي 25 منتصرين تحتم علينا أن نعطيه كلَّ الحرية في المضي قدماً نحو أهدافه لصناعة منتخب عراقي كروي يليق بنا.

لقد فعل كاساس ما لم يفعله أيّ مدرب من قبل وهذا دليل على أنَّ الرجل يعرف ماذا يفعل، ومهما تكن طلبات هذا الرجل "النابغة" غير منسجمة مع الواقع أو مع متطلبات المشاركات الإقليمية فإنَّ على الاتحاد تقبل وجهة نظر الإسباني ودعمه في مشواره التدريبي.

دائماً وأبداً المعيار هو النجاح لاسيما في كرة القدم، فقد لعب كاساس 6 مباريات لم يخسر فيها وهذا الرقم لم يتحقق للعراق منذ زمن بعيد، وأكاد أجزم أنه لم يتحقق بهذا القدر من الأهداف والانتصارات، فنحن لم نتعادل إلا في مباراة واحدة كان لابد لنا أن نخرج بهذه النتيجة لأنه الفريق نفسه الذي سيكون وصيفاً لنا في نهاية البطولة.

هذا النجاح الذي حققه مدرب منتخبنا الجديد، يدل على أنَّ الرجل يعرف ماذا يفعل وعلينا تركه يمضي في مخططاته، لقد رأى كلَّ شيء ودرس وخطط ونعتقد أنَّ ما رآه كاساس من الجماهير العراقية ومن الاحتفاء به سيزيد من إصراره على التمسك برؤيته والعمل على تحقيقها.

لابد لنا في هذه المرحلة وأقصد هنا الاتحاد وكل لوبيات الضغط أن تقف على جانب الطريق وتتفرج على هذا الرجل الإسباني وهو يمضي في خططه المستقبلية ولتكن وظيفتنا فقط هي الاستجابة لطلباته.

أتوقع أنَّ هذا الرجل سيوصلنا إلى كأس العالم 2026 ليس بفريق شرفي يتلقى الخسائر والأهداف ويخرج من البطولة بشرف المشاركة فقط وإنما سيجعلنا رقماً صعباً أمام الآخرين.

إنَّ الدروس التي علمنا إياها هذا الأشقر ليست معقدة كما كنا نظن، لقد درس وعرف وخطط ونفذ، هذا هو التشكيل نفسه الذي تكبّد خسارات كبيرة ومخزية في سابق الأيام وهذا هو نفسه الفريق الذي حاز كأس خليجي 25.

فما الذي حصل كي نصل إلى هذه النتيجة المشرفة؟ ما يجب أن نعترف به أنَّ كاساس كان ذكياً وماهراً وصلباً وشجاعاً في إعادة تشكيل هذا المنتخب المثخن بالجراح وجعل منه فريقاً ناجحاً وباهراً.

لنكف عن وضع العصي في الدواليب ونترك ولو لفترة وجيزة كل ظنوننا الملوثة ونقف مع المدرب كاساس في مشواره ونترك له أمور التقدير والعمل فهذا الرجل لم يفعل أي شيء بعد، هو فقط قدم نفسه لنا وكلنا رآى ما حدث.