بيروت: جبار عودة الخطاط 

من المفترض أن يعود رئيس تيار المستقبل المعتزل سياسياً سعد الحريري إلى بيروت بعد غد الاثنين للمشاركة في إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في وقت أوصل لقاء باريس حول لبنان رسالة سياسيَّة إلى ساسة البلاد بأنهم يتحملون مسؤولية الأزمة التي يعيشها لبنان، بينما أفادت مصادر إعلامية بأنَّ «حواراً افتراضياً قد جرى بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين وشخصيات لبنانية». 

وكان رئيس تيار المستقبل قد شارك العام الماضي بشكل سريع في مراسيم إحياء ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، حيث اقتصرت مشاركته على زيارة ضريح والده وسط بيروت وقراءة سورة الفاتحة ومغادرة المكان بعد التلويح بالتحية للجمهور المحتشد عند الضريح، وفي وقتٍ سابق، أصدر المكتب الإعلاميّ للحريري بياناً لوحظ بأنه اقتصر على مسألة تنظيم المناسبة، إذ دعا فيه «من يرغب بتغطية وتصوير إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري على الضريح في وسط بيروت، يوم الثلاثاء المقبل في 14 شباط الحالي، لتزويد المكتب بأسماء المندوبين والمصورين المُنتدبين لهذه المهمة مسبقاً، لتسهيل مهامهم». 

إلى ذلك أشار الباحث السياسي قاسم قصير إلى أنَّ «حواراً افتراضياً قد جرى بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين وشخصيات لبنانية»، لافتاً إلى أنَّ «شخصية سعودية غير رسمية قالت إنَّ الأولوية بالنسبة للسعودية هي قائد الجيش العماد جوزيف عون». 

قصير أضاف أنَّ الأولوية لـ»حزب الله» هي إيصال فرنجية ولكن في حال تعذّر الأمر فسينتقل إلى خيارات أخرى أو ما يعرف بالخطة «ب». في الأثناء ذكر مصدر لبناني واكب اجتماع باريس الخماسي بشأن لبنان بأنَّ المجتمعين أرسلوا باجتماعهم رسالة معنوية للأطراف اللبنانية بأنَّ دعوتهم لن تنحصر فقط في الدعوة لتسهيل انتخاب الرئيس العتيد بل تأكيد أنَّ «غياب الاستجابة من قبل المعرقلين والمعطلين ستكون له 

تبعات أو تداعيات». 

من جهته البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعتزم إطلاق مسعى في الأيام المقبلة لجمع النواب المسيحيين على طاولة واحدة برعاية (بكركي) في محاولة للتوافق على تسمية شخصية مارونية لرئاسة الجمهورية في ضوء الخلاف بين الأطراف المذكورة إزاء الملف الرئاسي المعقد. في السياق اعتبر عضو تكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر) النائب سليم عون أنَّ أي رئيس جمهورية سيتم انتخابه في ظل نكد سياسي سيفشل، وقال في تصريح له أمس الجمعة: «خمسة أشهر في عهد الرئيس ميشال عون لم تجتمع الحكومة وعند انتهاء ولايته صار بدها تجتمع وبأي طريقة؟».

وأضاف أنَّ «نتائج الانتخابات النيابية أفرزت أنَّ من يمثل المسيحيين بشكل كبير هو التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وبعض القوى الأخرى.»

وشدّد على أننا «نريد رئيساً للجمهورية لديه غطاء مسيحي من التيار أو القوات»، في غضون ذلك أكد سفير لبنان في تركيا غسان المعلم تبليغهم «بنحو سبعين مفقوداً لبنانياً في زلزال تركيا لم نتمكن من الاتصال بهم حتى اللحظة». 

المعلم أشار إلى أنَّ السفارة تعمل ليلاً نهاراً لمعرفة مصير آخر لبناني موجود في تركيا، متحدثاً عن تعاون وثيق بين هيئات الإنقاذ التركية التي تعمل على الأرض والسفارة اللبنانية في تركيا.