بيروت: جبار عودة الخطاط
مامن أمل بأن يخرج الملف الرئاسي في لبنان من فالق التقاطع السياسي الحاد منذراً بهزات سياسية ستكون لها ارتدادات على سائر الوضع في البلاد، رئيس تكتل "بعلبك الهرمل" حسين الحاج حسن، طالب بعدم "انتظار الخارج لإنتاج الرئيس، فالخارج له مصالحه".
ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم يكن غائباً عن الاهتمام الدولي برغم الانطباع السلبي الذي تركه اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس في الشارعين الإعلامي والشعبي في لبنان، والذي كما يبدو شهد خلافاً حيال الشخصية المقبلة للرئاسة في لبنان، إذ كانت لبعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد والنرويج وسويسرا في لبنان كلمة في هذا السياق، إذ دعت البعثات "مجلس النواب إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يوحّد الشعب اللبناني، في إطار المصلحة الوطنية كخطوة أولى لاستعادة قدرة مؤسسات الدولة اللبنانية على صنع القرار على المستويين الإداري والسياسي".
وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية المذكورة عن استعدادها لدعم لبنان على مسار الاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي الذي يتطلب إصلاحات بنيوية، حيث أعرب الموقعون عن عميق القلق حيال الوضع الراهن في لبنان"، وجاء في بيانهم: "نحث كل الأطراف المعنية على احترام استقلالية القضاء والامتناع عن جميع أعمال التدخل والسماح بتحقيق قضائي عادل وشفاف في انفجار مرفأ بيروت"، وجدد البيان الدعوة لـ"كل الأطراف المعنية إلى التصرف بمسؤولية حتى تنفذ بالكامل الخطوات التي سبق أن تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي. كما نعرب عن استعدادنا لدعم لبنان على مسار الاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي الذي يتطلب إصلاحات بنيوية".
بدوره، أكد رئيس تكتل "بعلبك الهرمل" حسين الحاج حسن، أمس السبت أنه "حتى الآن لم نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية لأن تركيبة المجلس النيابي الحالي العددية والسياسية، والتكتلات والتحالفات الموجودة في المجلس، لا تتيح لأي فريق منفرداً تأمين 86 نائباً للنصاب القانوني المطلوب دستورياً لدورتي الانتخاب الأولى والثانية، وبالتالي الذين يطرحون اليوم مرشحاً وينتخبونه في الجلسات لم يتمكنوا من تأمين 65 نائباً حتى في حال تأمين نصاب الدورة الثانية. لذا المدخل الوحيد المنطقي المتاح هو الحوار الداخلي".
أما رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، فاعتبر أن "التعطيل هو عند الموارنة"، موضحاً أن "المشكلة عند الموارنة أنهم يفكرون برئاسة الجمهورية منذ ولادتهم، وأن عدم الاتفاق الماروني هو الذي يطيّر رئاسة الجمهورية ويوصل إلى تحلل البلد وإلى عقد اجتماعي جديد"، متمنياً أن "يتم هذا الاتفاق لأن العقد الاجتماعي الجديد سيكون أسوأ على الموارنة من العقد الاجتماعي الحالي خاصة في المواقع الرئاسية الأربعة الأولى للموارنة".
من جانبه أكد الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، بعد محادثات له في روما مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، أنّ "لبنان غير متروك أوروبيّاً ودوليّاً، شرط ألّا يتخلّى لبنان بذاته عن ذاته"، معلناً عن "تحرّك أوروبي وشيك مع بعض دول الخليج العربي، يهدف إلى مساعدة لبنان على الخروج من محنته السّياسيّة والماليّة".