الدراما العراقيَّة تنفض غبار الإهمال

الصفحة الاخيرة 2023/02/19
...

  بغداد: رغد دحام


على الرغم من أن الدراما العراقية بدأت بأخذ المساحة الكافية في البرامج والإنتاجات التلفزيونية مؤخراً، إلا أن اللافت تركها بصمة واضحة في المجتمع العراقي والمشاهدين حتى وإن تخللت تلك البصمة جملة من الانتقادات إلا أنها أثبتت وجودها.

وأكد نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي لـ "الصباح" أن "الدراما العراقية تشهد تطوراً مطرداً، إذ نجدها في كل عام تتميز وتختلف عن العام الذي سبقه".

وأضاف جودي أن "في هذا العام سيكون هناك العديد من الأعمال المميزة، لذا نأمل أن يكون هناك تعالٍ بشأن الدراما العراقية مستقبلاً، لأنها تسير بطريق صحيح نحو الانتشار والتوسع".

وشهد الموسم الرمضاني في العام الماضي دخول مجموعة من الأعمال الدرامية التي سلطت الضوء على جملة من الشباب والوجوه الجديدة.

من جانبه، قال الممثل جاسم شرف لـ "الصباح": إن "كل ما يقدم في الوقت الحالي من أعمال تلفزيونية يعتبر إنجازاً مهماً وإن الأعمال الدرامية التي تقدم في الوقت الراهن تبشر بخير، على الرغم من أن المسرح انتهى ولا يوجد فيه أي تطور".

وأضاف أن "البرامج التي سيشهدها رمضان المقبل جيدة، ونجد أن كل ما يقدم في الوقت الراهن يعتبر إنجازاً مع عدم وجود اهتمام بالفن من الجهات الحكومية".

وقال الفنان كاظم القريشي لـ "الصباح": بعد دخول القنوات الفضائية الجديدة إلى الساحة خلق مجال الإنتاج الدرامي تنافساً إيجابياً وبيئة للدراما العراقية.

وأشار إلى أن هناك كماً كبيراً من الأعمال تنتج في كل عام وهو يبرز نوعية الدراما ونجد خلال السنوات الخمس الأخيرة تطوراً وإنتاجاً واضحاً، فضلاً عن الاعتماد على الطاقات الشابة والمجاميع الفنية غير العراقية والتي أسهمت بتطور الفن وكل ما يتعلق به. وتابع أن "هناك مخرجين وفنيين عربيين أسهموا بخلق طاقات متدربة ولها بصمة". أما خبراء المجتمع وباحثوه فأكدوا وجود تردٍ بالمحتوى الدرامي الذي يقدم في الوقت الراهن، إذ تضاربت الآراء بين مؤيد لما يقدم ومعارض له.

وقال الباحث الاجتماعي أحمد الدراجي: إن "ما يقدم من دراما عراقية ركيك ولا يليق بالخبرات الفنية العراقية، إذ لدينا خبرات كبيرة قادرة على إعطاء صورة جميلة لشهر رمضان المبارك". وأضاف أن "المحتويات الفنية التي كانت تقدم في السابق تسلط الضوء على الثقافة والتاريخ وفيها معارف وتاريخ، على العكس مما يقدم في الوقت الراهن من ضحك هزلي، ودراما هزلية".

وتابع: لا توجد دراما واقعية تعكس واقع الأسرة، فضلاً عن عدم وجود البرامج الروحانية والأخلاقية التي تعزز قيم المجتمع، ما لا يرتقي إلى مستوى ما تقدمه باقي الشاشات العربية من فنون.