السوداني من ميونخ: مكافحة الفساد من أولوياتنا

العراق 2023/02/19
...

 بغداد: محمد الأنصاري


قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن التعاون مستمر بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في مجال التصدي للإرهاب، عادّاً في الوقت نفسه أن مكافحة الفساد المالي والإداري المستشري في مؤسسات الدولة ودوائرها من أولوليات عمل حكومته، جاء ذلك خلال استضافة رئيس الوزراء في ندوة صحفية على هامش مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد في ألمانيا.

وبيّن السوداني خلال الندوة، أننا "نعمل مع الجميع على مكافحة الإرهاب، وأميركا متعاونة معنا في هذا المجال الأمني وهذا مهم بالنسبة للعراق، ولدينا اتفاق الأطر الستراتيجية مما يعزز التعاون بين البلدين".

وبشأن علاقات العراق مع إيران والولايات المتحدة، قال رئيس الوزراء إنه: "لا يوجد أي قلق بهذا الشأن".

واعتبر السوداني، أن الفساد في العراق "عبء يثقل كاهل حكومته"، وقال: إن "مكافحة الفساد أمر صعب، وإن الفساد تسبب بمشاكل سياسية وأمنية للبلاد"، وأضاف أن "مكافحة الفساد في مقدمة أجندة الحكومة ولها الأولوية"، مشدداً على "ضرورة إجراء الإصلاحات في مؤسسات الدولة كافة ومكافحة الفساد".

وواصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني استقبال ولقاء المسؤولين الدوليين على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن بدورته الـ 59، حيث استقبل في مقرّ إقامته، صباح أمس السبت، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وشهد اللقاء التباحث في ملفات العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتنميتها على مختلف الصُّعد والمجالات، بما يعزز قدرة العراق على مواجهة التحديات الاقتصادية ومتطلبات التنمية.

وأكد السوداني، إيلاء العراق أولوية خاصة للإصلاحات الاقتصادية، وتركيز الحكومة على تنمية قطاع الطاقة، وإنشاء شراكات تنموية واستثمارية في قطاع الغاز.

كما أوضح، رغبة العراق في توطيد التعاون مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب، في إطار تقديم التدريب والمشورة وتبادل المعلومات مع القوات الأمنية العراقية، بما يحفظ سيادة العراق واستقلاله، مؤكداً أن الحكومة تضع هدف إقامة العلاقات المتوازنة في المقدمة، بالإضافة إلى أهمية الدور العراقي في تثبيت الاستقرار بالمنطقة.

من جانبه أشاد بلينكن، بالخطط الحكومية العراقية للإصلاح والتنمية، ومنح قطاع الطاقة أولويةً في العمل والتطوير. وأكد تثمين حكومة الولايات المتحدة الأميركية لدور العراق الإقليمي في تثبيت الاستقرار، مجدداً الدعم للحكومة العراقية في خططها التقدمية والإصلاحية والتطويرية في مختلف الصُّعد والمجالات.

والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في مقر إقامته بمدينة ميونخ الألمانية، وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي، وشهد اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تنميتها بين البلدين، وبحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، فضلاً عن مناقشة تدعيم أطر التعاون والشراكة في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، وفي مجالي الطاقة والاستثمار.

وأكد السوداني تطلع العراق إلى علاقات متوازنة على المستوى الإقليمي والدولي، ورغبته في تعزيز آفاق التعاون مع بريطانيا، واستغلال الإمكانات المتاحة من أجل بناء شراكات اقتصادية متنوعة، وأشار إلى الإصلاحات الاقتصادية التي تبناها البرنامج الحكومي، والتي من شأنها أن تنهض بواقع العراق وتنميته.

من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني التزام بلاده بكل ما من شأنه تعزيز الاستقرار في العراق، كما أكد دعم بلاده لمسار التنمية الاقتصادية الذي انتهجته الحكومة الحالية، نحو المزيد من التطور والتكامل الاقتصادي.

كما التقى رئيس الوزراء، في مقرّ إقامته، مساء أمس الأول الجمعة، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسال فوندرالين، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات بين العراق ومجمل دول الاتحاد الأوروبي، حيث أكد السوداني رغبة العراق في عقد شراكات تنموية متطوّرة مع دول الاتحاد في مختلف المجالات.

وبيّن السوداني أن لقاءاته بقادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تأتي على مسار التعاون الاقتصادي، وبناء أواصر التعاون لمواجهة التحديات الاقتصادية وتأثيرات التغيّر المناخي وبناء الاستقرار والتنمية المستدامة، مشيراً إلى الاتفاقية الإطارية بين "وزارة المالية" و"بنك الاستثمار الأوروبي"، والانفتاح على استثمارات الشركات الأوروبية ومساهمتها في القطاع الخدمي بالعراق، كما أشار إلى أهمية دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الحكومة في مكافحة الفساد واسترداد المطلوبين والأموال المسروقة.

من جانبها، أعربت فوندرالين عن دعمها لرئيس الوزراء وقراراته الإصلاحية، وعن إقبال عموم دول الاتحاد الأوروبي على التعاون مع العراق، في ظلّ الشراكات طويلة الأمد. وأشارت إلى جدية الدول الأوروبية في إيجاد شراكات حقيقية في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة.

كما بحث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع الأمين العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "الانتربول" يورغن شتوك، تفعيل التعاون الثنائي في مجال استرداد الأموال والمطلوبين. وأكد السوداني خلال اللقاء أن سرقة المال العام من أهمّ التحديات التي تواجه العراق، وأن مكافحة الفساد من ضمن أولويات البرنامج الحكومي، وبيّن أن إجراءات الحكومة تتطلب تعاوناً من المنظمة، خصوصاً في مسألة التعامل مع الطلبات التي تُقدم بخصوص الجرائم المالية.

وأوضح، أن سرقة المال العام واستخدام النظام المالي العالمي لتهريب وغسيل الأموال يُعد جريمة دولية عابرة للحدود، وقد ألحقت الضرر بالعراق، إلى جانب كونها من أهم ممكّنات الإرهاب. مؤكداً أن استرجاع المطلوبين في هذه الجرائم من أهم خطوات ردع هذه الجريمة. 

ودعا السوداني، منظمة الإنتربول الدولية إلى تقديم الدعم في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر العاملة في المقرّ الرئيس ومكاتب الإنتربول المستحدثة في المنافذ الحدودية، فضلاً عن التعاون في مجال تبادل المعلومات الأمنية مع البلدان الأعضاء في المنظمة الدولية، وفي مجال دعم تحقيقات الجرائم المالية المتعلقة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب، ومجموعة العمل المالي FATF.

وأبدى رئيس الوزراء، رغبة العراق في الإفادة القصوى من المجالات التي توفرها منظمة الإنتربول، والإسهام في الإعمام عن الإخطارات الزرقاء والخضراء كافة، بالنسبة لمرتكبي جرائم الإرهاب، لاسيما المعلومات التي تتم مشاركتها في قواعد بيانات الإنتربول ضمن مشروع المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

من جانبه، أبدى الأمين العام للإنتربول استعداد المنظمة للتعاون مع العراق في مجال حثّ الدول على استرداد الأموال المسروقة والمطلوبين والمدانين بقضايا الفساد، وأشار إلى أن الإنتربول أنشأ قبل عام دائرة مختصة، وستصدر نشرة خاصة بالجرائم المالية التي ارتُكبت في العراق.