عبد الحليم الرهيمي
تتعدد مجالات التعاون والتنسيق بين العراق والجهات الدولية المعنية بمكافحة الأرهاب والفكر المتطرف المؤدي للعنف، التي تتجلى أبرز تعبيراتها بالجهود الاستخبارية والأمنية والإعلامية المشتركة.
وتعترف الجهات الدولية المعنية وخاصة الاتحاد الأوروبي وتقدر عالياً ببيانات رسمية جهود وأعمال العراق بمؤسساته المعنية بمحاربة بقايا داعش وسائر الجماعات الارهابية.
بتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي بمختلف المجالات التي من أبرزها تبادل المعلومات الاستخبارية والأمنية والفكرية، وكذلك القيام بأعمال مشتركة لتحقيق هدف مكافحة الارهاب.
ويأتي توجيه الاتحاد الأوروبي مؤخراً بياناً تضمن ابداء التنبيه والحذر للجهات المعنية بمكافحة الارهارب في العراق، لتطوير داعش لأساليبها (التقنية) والفكرية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون اكثر فاعلية في اقناع الفئات المستهدفة، خاصة الشباب لتجنيدهم في التنظيم الارهابي تمهيداً لزجهم في اعمال ارهابية.
وبالطبع فإن ذلك لا يعني الاقتصار على الجانب الفني (التقني)، الذي يأخذ به العراق كما غيره من البلدان التي تكافح الأرهاب في بلدانها، إنما يعني أيضاً في ظروف وشروط أفضل في كيفية منع تأثيرات تلك الاساليب الجديدة ومواجهتها بالمزيد من التحصين للفئات المستهدفة بأساليب وأفكار جديدة تمكنها من تطويق فاعلية الاساليب الجديدة لداعش.
وقد تضمن ابداء الاتحاد الاوروبي التنبيه والتحذير من تلك الاساليب الجديدة، لاعتقاده باستمرار خطر داعش ماثلاً في كل من العراق وسوريا.
وخلال ورشة العمل التي عقدت في بغداد يوم 14 شباط الحالي بين مستشارية الامن القومي العراقي، التي يترأسها السيد قاسم الاعرجي والاتحاد الاوربي، قال (أيلكا سالمي)، منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرف العنيف خلال هذه الورشة (ابارك واشيد بدور الحكومة العراقية الذي تبذله في مكافحة الارهاب ووضعها الخطط وستراتيجيات جدية للقضاء على الارهاب والعنف المتطرف)، وأضاف (بأن المجاميع المتطرفة انسحبت من الميدان وتوجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب).
وعن مدى التعاون مع العراق والمستشارية قال (لدينا عدة برامج بالشراكة مع مستشارية الامن القومي العراقي، وإن الاتحاد الأوروبي سيبدأ برنامجاً في العراق مع (مركز الهداية) – وهو أحد المراكز المهمة في دبي – وذلك لمعالجة هذه القضية وغيرها من القضايا المتعلقة بمكافحة الارهاب.
ومن جهتها أكدت مستشارية الأمن القومي العراقي بهذه الورشة (بأن عامي 2023 و2024 سيستغلان الخبرات في القضاء على التطرف والإرهاب).
كذلك واضافة لدور وجهود الاتحاد الاوروبي مع الجهات العراقية المختصة لمكافحة الارهاب والفكر المتطرف، فإن الولايات المتحدة الأميركية التي لها تواجد عسكري في العراق من اجل التدريب والاستشارة والعمل الاستخباري بهدف محاربة الارهاب، فإنها معنية ايضاً بمكافحة الارهاب بمختلف الأشكال والوسائل، لذلك فقد تضمنت أجندة الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، الذي توجه مؤخراً إلى واشنطن لمناقشة أزمة الدينار والدولار، فإن جانباً من المفاوضات مع الجانب الأميركي يتعلق، وكما رشح من الوفد، بالآلية التي يمكن أن تساعد بها الولايات المتحدة العراق على صعيد محاربة عصابات داعش وذلك طبقاً لاتفاقية (الاطار الستراتيجي) الموقعة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008.
إن هذا الاهتمام المتواصل للعراق والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الأميركية لمكافحة الارهاب والفكر المتطرف، يعني ادراك الجميع وتقديرهم لاستمرار خطر داعش وبقية الجماعات الارهابية، وهو الاهتمام الذي يمثل استجابة عملية لتحديات الجماعات الارهابية بأساليب عملها التقليدية القديمة والجديدة، وهو التحدي الذي حقق انجازات مهمة ميدانية وأمنية مباشرة أو أعمال وجهود استباقية تحد وتمنع الجماعات الارهابية من التمدد والاستمرار، وصولا للقضاء عليها.