العراق والتحذير الأوروبي من تجديد أساليب داعش

آراء 2023/03/01
...

 عبد الحليم الرهيمي

تتعدد مجالات التعاون والتنسيق بين العراق والجهات الدولية المعنية بمكافحة الأرهاب والفكر المتطرف المؤدي ‏للعنف، التي تتجلى أبرز تعبيراتها بالجهود الاستخبارية والأمنية والإعلامية المشتركة.‏

وتعترف الجهات الدولية المعنية وخاصة الاتحاد الأوروبي وتقدر عالياً ببيانات رسمية جهود وأعمال العراق ‏بمؤسساته المعنية بمحاربة بقايا داعش وسائر الجماعات الارهابية.

بتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي  بمختلف المجالات التي من أبرزها ‏تبادل المعلومات الاستخبارية والأمنية والفكرية، وكذلك القيام بأعمال مشتركة لتحقيق هدف مكافحة الارهاب. 

‏ويأتي توجيه الاتحاد الأوروبي مؤخراً بياناً تضمن ابداء التنبيه والحذر للجهات المعنية بمكافحة الارهارب ‏في العراق، لتطوير داعش لأساليبها (التقنية) والفكرية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون اكثر فاعلية في ‏اقناع الفئات المستهدفة، خاصة الشباب لتجنيدهم في التنظيم الارهابي تمهيداً لزجهم في اعمال ارهابية.‏

وبالطبع فإن ذلك لا يعني الاقتصار على الجانب الفني (التقني)، الذي يأخذ به العراق كما غيره من البلدان التي ‏تكافح الأرهاب في بلدانها، إنما يعني أيضاً في ظروف وشروط أفضل في كيفية منع تأثيرات تلك الاساليب ‏الجديدة ومواجهتها بالمزيد من التحصين للفئات المستهدفة بأساليب وأفكار جديدة تمكنها من تطويق فاعلية ‏الاساليب الجديدة لداعش. ‏

وقد تضمن ابداء الاتحاد الاوروبي التنبيه والتحذير من تلك الاساليب الجديدة، لاعتقاده باستمرار خطر ‏داعش ماثلاً في كل من العراق وسوريا.‏

وخلال ورشة العمل التي عقدت في بغداد يوم 14 شباط الحالي بين مستشارية الامن القومي العراقي، التي ‏يترأسها السيد قاسم الاعرجي والاتحاد الاوربي، قال (أيلكا سالمي)،  منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرف ‏العنيف خلال هذه الورشة (ابارك واشيد بدور الحكومة العراقية الذي تبذله في مكافحة الارهاب ووضعها ‏الخطط وستراتيجيات جدية للقضاء على الارهاب والعنف المتطرف)،  وأضاف (بأن المجاميع المتطرفة ‏انسحبت من الميدان وتوجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب).

وعن مدى التعاون مع العراق ‏والمستشارية قال (لدينا عدة برامج بالشراكة مع مستشارية الامن القومي العراقي، وإن الاتحاد الأوروبي سيبدأ ‏برنامجاً في العراق مع (مركز الهداية) – وهو أحد المراكز المهمة في دبي – وذلك لمعالجة هذه القضية ‏وغيرها من القضايا المتعلقة بمكافحة الارهاب.‏

ومن جهتها أكدت مستشارية الأمن القومي العراقي بهذه الورشة (بأن عامي 2023 و2024 سيستغلان ‏الخبرات في القضاء على التطرف والإرهاب).‏

كذلك واضافة لدور وجهود الاتحاد الاوروبي مع الجهات العراقية المختصة لمكافحة الارهاب والفكر المتطرف، ‏فإن الولايات المتحدة الأميركية التي لها تواجد عسكري في العراق من اجل التدريب والاستشارة والعمل ‏الاستخباري بهدف محاربة الارهاب، فإنها معنية ايضاً بمكافحة الارهاب بمختلف الأشكال والوسائل، لذلك ‏فقد تضمنت أجندة الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، الذي توجه مؤخراً إلى واشنطن لمناقشة أزمة ‏الدينار والدولار، فإن جانباً من المفاوضات مع الجانب الأميركي يتعلق، وكما رشح من الوفد، بالآلية التي يمكن أن تساعد بها ‏الولايات المتحدة العراق على صعيد محاربة عصابات داعش وذلك طبقاً لاتفاقية (الاطار الستراتيجي) الموقعة ‏بين العراق والولايات المتحدة عام 2008.‏

إن هذا الاهتمام المتواصل للعراق والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الأميركية لمكافحة الارهاب والفكر المتطرف، يعني ادراك الجميع وتقديرهم ‏لاستمرار خطر داعش وبقية الجماعات الارهابية، وهو الاهتمام الذي يمثل استجابة عملية لتحديات الجماعات ‏الارهابية بأساليب عملها التقليدية القديمة والجديدة، وهو التحدي الذي حقق انجازات مهمة ميدانية وأمنية ‏مباشرة أو أعمال وجهود استباقية تحد وتمنع الجماعات الارهابية من التمدد والاستمرار، وصولا للقضاء عليها.‏