بيئة البصرة تطالب بإنقاذ المحافظة من التلوث

العراق 2023/03/05
...

 بغداد: الصباح

كشف مدير بيئة البصرة رئيس فيزياويين أقدم كريم عبد رخيص عن أن المحافظة تعاني من 90 بالمئة من التلوث الحكومي، واصفاً العقود النفطية الجنوبية بأنها فضفاضة ولا تُلزم الشركات بالحفاظ على البيئة. وقال عبد رخيص لـ"الصباح": إن بيئة البصرة تعاني من جميع أنواع التلوث، بسبب خصوصية المحافظة والترِكة المتوارثة من الإهمال لعقود من السياسات غير العلمية التي أهملت الجانب البيئي والحضري للمدينة التاريخية.

وأضاف أن البصرة بالإضافة إلى أنها مدينة نفطية فإنها تُعدُّ رئة العراق من خلال موانئها، مما أضاف حملاً كبيراً على بنيتها التحتية التي صممت لمليون ونصف المليون نسمة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بينما يصل عدد السكان مع الوافدين من المحافظات للبحث عن عمل إلى نحو الخمسة ملايين نسمة.

وتابع عبد رخيص أن البصرة تعاني من التلوث بنسبة 90 بالمئة من القطاع الحكومي، إضافة إلى ذلك أن أنهارها أصبحت تتحمل عبء الانفجار السكاني والمدن العشوائية التي تقدر بـ350 ألف بيت عشوائي ترمي بمخلفاتها في مياه تلك الأنهر، لعدم وجود أنابيب تصريف كافية.

وأوضح أن 30 بالمئة فقط من مياه المجاري في البصرة تُعالَج والباقي يُرمى في الأنهر وبدورها تصب في شط العرب لتزيد من التلوث فيه القادم من المحافظات التي تقع على حوض دجلة شمال المحافظة.

ووصف تلوث الهواء في المحافظة بأنه "الأخطر" نتيجة الاستخراجات النفطية المكثَّفة التي يصاحبها حرق الغاز المصاحب بطرق غير علمية وبتقنيات ليست صديقة للبيئة، ما أدى إلى أن تكون عاملاً ملوِّثاً رئيساً تمتاز به المحافظة ويكاد يكون هو المسبب الأعظم للحالات السرطانية المُسجَّلة التي بلغت أعدادها 2000 حالة جديدة سنوياً.

وأشار مدير بيئة البصرة إلى تدهور الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية نتيجة المد الملحي الذي يغزو مياه شط العرب كل صيف نتيجة عدم وجود إطلاقات مائية كافية، بسبب انتهاك الدول لجميع الاتفاقات والمواثيق الدولية التي تضمن حصة العراق من مياه دجلة والفرات وروافدهما.

وانتقد عبد رخيص العقود الموقَّعة مع الشركات النفطية في الجنوب والتي تختلف عن نظيراتها في الدول الأخرى وشمال العراق بالنسبة للحفاظ على البيئة والشروط الجزائية إذا أخلَّت بها، عاداً عقود الجنوب بأنها فضفاضة ولا تُلزم تلك الشركات بشروط صارمة للحفاظ على البيئة.

تحرير: عبد الرحمن إبراهيم