حرائق الغابات تهدد المناخ

علوم وتكنلوجيا 2023/03/08
...

 واشنطن: أ ف ب


تشهد الغابات الشماليَّة، وهي الحزام الأخضر المحيط بالقطب الشمالي، زيادة كبيرة في الحرائق منذ عقدين من الزمن، وكان عام 2021 استثنائياً في هذا الشأن، إذ تسببت هذه النيران بانبعاث كميَّة قياسيَّة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

وتعزّز الظروف الناجمة عن التغير المناخي والمتمثلة في الجفاف المتزايد ودرجات الحرارة المرتفعة اندلاع هذه الحرائق. ومن خلال نشر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، تسهم الحرائق بدورها في ظاهرة الاحترار المناخي، هو ما يشكّل حلقة مفرغة.

ويحذّر الباحثون من أنّ هذا الواقع الذي استخلصوه من دراستهم يقوّض الجهود المبذولة لمكافحة التغير المناخي. 

وتعدّ الغابات الشماليَّة الموجودة في سيبيريا وشمال كندا وألاسكا، أكبر مساحة بريَّة في العالم. إلا أنّها لم تحظ بالاهتمام نفسه الذي لاقته الغابات المطيرة التي تواجه أضراراً، بحسب الدراسة. وتطلق هذه الغابات كميات كربون لكل مساحة محترقة أكثر بعشر إلى عشرين مرة مما ينجم عن نظم ايكولوجيَّة أخرى.

وفي العام 2021، نجم عن الحرائق التي شهدتها الغابات الشماليَّة ما لا يقل عن 480 مليون طن من الكربون، وهو ما يعادل 1,76 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. 

وهذه الأرقام هي أعلى بكثير ممّا سُجّل في أي عام آخر تولى الباحثون دراسته بين سنتي 2000 و2020.

وتشكل هذه الكميَّة نحو ضعف الانبعاثات الناجمة عن قطاع الطيران لعام 2021، أو الانبعاثات المتأتيَّة من الوقود الأحفوري في اليابان، خامس أكثر الدول إطلاقاً للانبعاثات.

ويوضح المعد الرئيس للدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" بو زينغ، أنّ هذه الحرائق "تزيد من تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتلعب دوراً في ظاهرة الاحترار الحراري"، التي ترفع بدورها "احتمال اندلاع حرائق مدمرة مستقبلاً". في العام 2021، كانت حرائق الغابات الشماليَّة مسؤولة عن 23 % من الانبعاثات العالميَّة المتأتيَّة من حرائق. ويُرجِع الباحثون سبب هذه النسبة المرتفعة إلى موجات الجفاف التي سُجّلت عام 2021 في شمال القارة الأميركيَّة وأوراسيا في الفترة نفسها. 

واستخدم العلماء هذه المرة أسلوب عمل جديداً، إذ أحجموا عن اعتماد صور التقطتها الأقمار الاصطناعيَّة للمناطق المحروقة، والتي يعتبر العلماء أنّها لم تكن واضحة بما يكفي. ويوضح المشارك في إعداد الدراسة والباحث في جامعة باري-ساكليه فيليب سييه، في مؤتمر صحافي، أنّ تلك التقنيَّة تُجبر العلماء على تقييم كميَّة ثاني اكسيد الكربون المنبعثة من خلال وضع فرضيات تتمحور على كميَّة الغطاء النباتي المحترقة في كل منطقة ودرجة الاحتراق.