بغداد : مهند عبد الوهاب
عدّ مراقبون وسياسيون النساء العاملات في القطاع النفطي شريحة مهمة والتي تدير مديريات وإدارات نفطية كخبيرات ومهندسات في هذا المجال الحيوي، لكنهن مع ذلك، وفق المراقبين، لا يصلن إلى "المراكز السيادية" في صنع القرار النفطي لغلبة الطابع الذكوري على تلك المراكز وعلى قيادة الشركات النفطية الكبيرة.
وقال النائب عن لجنة النفط والطاقة النيابية باسم الغريباوي، في حديث لـ"الصباح": "ليس هناك مانع من توظيف النساء في القطاع النفطي سوى بعض الأعمال التي تحتاج إلى جهد عضلي ومتابعة ميدانية في المناطق المفتوحة مثل الاستكشافات النفطية أو الحفريات، حيث تناسب العنصر الرجالي أكثر من العنصر النسائي، وهذه الأمور تثبت في عقود العمالة النفطية" .
وبين أنه "في دوائر مقر الوزارة وفي المديريات العامة، هناك العديد من النساء اللاتي يترأسن شعب ومديريات مهمة في هيكل الإدارة النفطية" .
من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية الدكتور سلام سميسم، في حديث لـ"الصباح": إن "في العراق الكثير من النساء العاملات في الوسط النفطي، ولدينا في أقسام كليات الهندسة نساء في التخصصات النفطية والكيمياوية كما في الحقول النفطية أو في الأعمال البحثية أو المتخصصات في الاقتصاد النفطي" .
إلا أن سميسم، أعربت عن أسفها وخيبة أملها من عدم وصول أولئك النسوة إلى "المراكز السيادية" بسبب ما وصفته بغلبة "الطابع الذكوري" على تلك المراكز، وأضافت، "كما أن النساء الكفؤات المهنيات؛ عادة ما يواجهن صعوبة في الوصول بالتدرج للمراكز القيادية"، وبينت أنه "لذلك فإن من المعايير المعتمدة في الدراسات الدولية احتساب عدد هؤلاء النسوة اللاتي وصلن إلى مصاف صنع القرار سواء في المجال النفطي أو غيره من المجالات الحيوية، وهذا يؤشر إلى قيمة التفرقة الجندرية ضد النساء" .
ولفتت إلى أن "عدم وجود نساء في (لجنة النفط والطاقة النيابية) يأتي بسبب النظرة السائدة بأن اللجنة (رجالية) بحتة، كونها تخضع للعوامل السياسية لأن النفط قضية سيادية، وهذا يدل على أن المرأه التي أتت إلى البرلمان لم تأت وفق برنامج سياسي أو رؤية واضحة تريد من خلالها أن تمارس دوراً سياسياً لخدمة مجتمعها" .
وترى الناشطة في حقوق المرأة الدكتورة بشرى العبيدي، أن ما يخص"القطاع النفطي كوظيفة فإن العدد جيد للنساء الموظفات فيه، إلا أن إداراة القطاعات النفطية ذات الأهمية الكبرى فإن نسبة النساء تكاد تكون معدومة فيها، ولا يوجد إداراة نسوية للشركات والقطاعات النفطية" .
وأضافت العبيدي في حديث لـ"الصباح"، أن "هذا يعود إلى المنظور الذكوري بأن مثل هذه الأعمال والمواقع والمناصب هي حكر للرجال، وبالتالي هي محرَّمة على النساء" .
تحرير: محمد الأنصاري