تقنية جديدة وعلاجٌ واعدٌ لحالة الرجفان الأذيني

علوم وتكنلوجيا 2023/03/15
...

  ستيفن رينبيرغ

  ترجمة: شيماء ميران 

يُعالج الرجفان الأذيني حالياً بالأدوية، أو بإجراءٍ يُعرف باسم الاستئصال الحراري، وهو استخدام درجات حرارة شديدة لتعطيل مناطق القلب التي تسبب اضطراب القلب. أما اليوم، فيستخدم نظامٌ جديدٌ يسمى الاستئصال الميداني النبضي، وهو استخدام الكهرباء بدلاً من الحرارة الشديدة أو البرودة لتعطيل خلايا عضلة القلب الحرجة.
يقول الدكتور "أتول فيرما"، طبيب القلب في المركز الصحي بجامعة مكغيل في مونتريال: "من المحتمل أنْ تستحوذ هذه التكنولوجيا على الاستئصال الحراري. ولا ننسى أنَّ هذا هو الجيل الأول من هذه التكنولوجيا فقط، ومع مرور السنوات الخمس إلى العشر القادمة، سنشهد المزيد من التكرارات التي ستجعله أفضل".

يعدُّ الرجفان الأذيني أكثر حالات اضطراب القلب شيوعاً، ووفق المراكز الأميركيَّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإنَّه بحلول العام 2030 سيكون هناك 12 مليون شخص مصابٍ بالرجفان الأذيني. وبينما قد يسبب التعب وألماً في الصدر، لكنَّ الخطر الأكبر يكمن في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

كان الأطباء يقومون خلال الاستئصال التقليدي بتوصيل أدوات صغيرة إلى القلب عبر الوريد أو الشريان، في عملية تستغرق عادة ساعتين أو أكثر، كما يمكن أنْ تؤدي إلى تلف الأنسجة المحيطة.

لكنْ مع ميزة الاستئصال الميداني النبضي يمكن أنْ تُجرى في أقل من ساعة بنبضات لا تدوم أكثر من 30 ثانية من دون أنْ تسبب أي تلفٍ بالأنسجة المحيطة.

وقامت شركة "Medtronic – ميدترونيك" بتمويل تجربة العلاج الجديد، واستخدمت نظامها الذي يعُرف باسم (PulseSelect).

يشير الدكتور فيرما الى أنَّ هذا النظام من الأنظمة الكثيرة التي تخضع للاختبار، لكنه قد يكون الأول المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركيَّة.

يقول فيرما: "من المحتمل أنْ يستغرق الأمر ستة أشهر قبل أنْ تصدر الموافقة، ثم يُطرح في السوق الأميركية".

لقد أجريت هذه الدراسة في تسع دول، اميركا وكندا واستراليا والنمسا وبلجيكا وفرنسا واليابان وهولندا وإسبانيا، وتم تسجيل أشخاصٍ استمرت إصابتهم باضطراب القلب حتى أثناء الخضوع للعلاج. في المرحلة الأولى، خضع ستون مريضاً للعلاج بغية التعرف على الإجراء، ثم قام الأطباء بتسجيل المزيد من المرضى ومعالجة ما يصل الى ثلاثمئة حالة.

كانت تنتهي نوبة اضطراب القلب لدى نصف المصابين بالرجفان الاذيني من تلقاء نفسها ولا تستمر أكثر من أسبوع، والنصف الآخر الذين يكونون مصابين بأمراضٍ عصبية مستمرة تستمر النوبات لمدة اسبوع على الأقل ولا تنتهي من تلقاء نفسها.

وجد فريق فيرما أنَّ ثلثي مرضى الرجفان الاذيني و55 بالمئة منهم لم يتعرضوا لأي نوبة طوال فترة امتدت من ثلاثة الى اثني عشر شهراً بعد إجراء الاستئصال الميداني النبضي، وأكد فيرما أنَّ هذه المعدلات مشابهة لمعدلات الاجتثاث الحراري، ونسبة آثارها السلبية كانت أقل من 1 بالمئة.

لاحظ الباحثون أنَّه رغم استخدام الاستئصال الميداني النبضي في قتل الخلايا السرطانية على مدى عقدٍ من الزمن؛ لكنه لم يُستخدم على القلب إلا مؤخرًا.

يؤكد فيرما أنَّه "يمكن إجراء هذا الاستئصال بنحوٍ أسرع، وأكثر أمانًا، وبنتائج على الأقل بمستوى التكنولوجيا التقليديَّة".

قُدمت نتائج العلاج التجريبي مؤخراً في الاجتماع السنوي للكلية الأميركيَّة لأمراض القلب في نيو أورلينز. وتعدُّ النتائج المقدمة في الاجتماعات الطبية أوليَّة حتى يتم نشرها.

يقول الدكتور جيم تشيونغ، رئيس مجلس الفيزيولوجيا الكهربية بالكلية الاميركية لأمراض القلب، وأستاذ الطب في كلية طب وايل كورنيل في مدينة نيويورك: "طوال السنوات الماضية، كان هناك الكثير من الإثارة حول هذه التكنولوجيا، إذ إنَّها تبتعد عن النوع التقليدي للعلاجات المعتمدة على الحرارة أو البرودة لاستئصال الرجفان الأذيني. ومن المحتمل أنْ تكون هذه التقنية الجديدة أكثر أماناً وفاعلية وكفاءة من خلال تقليل الاستئصال".

مضيفاً: "دائماً نريد أخذ هذه الدراسات بقليلٍ من الحذر كوننا ما زلنا لا نعرف النتائج طويلة المدى لهذ التقنيات الجديدة".

يؤكد تشيونغ أنَّ هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات والتجارب التي تقارن الأنواع المختلفة من الاستئصال الميداني النبضي لمعرفة النظام الأفضل: "يبقى أنْ نرى أيهما يمكن أنْ يقدم أكبر قدرٍ من الفعاليَّة والأمان".


عن يونايتد برس إنترناشيونال