الأسرة وتنمية الطفل ثقافيّاً

اسرة ومجتمع 2023/03/18
...

  صباح محسن كاظم


الدول المتحضرة تولي الطفولة اهتمامها البالغ، لأنها عماد المستقبل لذلك تشرع قوانين صارمة بعدم قبولهم للأعمال العامة، دون سن التكليف خشية التحرش أو انتهاكهم ..لذلك تركز بالبناء العقلي وتنمية المواهب بالرسم الرياضة القابليات العلمية التكنلوجية ..نحن بالعراق بسبب كثرة الحروب والعنف فقد الرجال، لذلك نجد الأبناء بمواقع الإشارات الضوئية بالتسول، لعلّ ذلك من ممهدات الدخول لعوالم أخرى كالمخدرات وترويجها، هؤلاء بحاجة إلى الرأفة والألفة والإرشاد هنا مسؤولية الشرطة المجتمعية والنخب الدينية والثقافية بتوجيه الطفولة التوجيه الحسن والبناء الصحيح، وللإعلام المرئي والمكتوب الدور بالتوجيه الفعال المؤثر.. كذلك دور علماء النفس والإجتماع لدراسة كيفية بناء الأسرة ودورها في تنمية مواهب الطفولة. في هذا الباب أرى كتاب ((الكيان الثقافي للطفل)) فاضل الكعبي – مؤسسة العروة الوثقى يهتم بشكل لافت بشؤون الأسرة والطفل بـ20 فصلاً من أساس بناء الطفل.

يؤكد المؤلف «فاضل الكعبي « ص 10 بالمقدمة: 

(تعد الثقافة بكل اتجاهاتها، مظهرا أساسيا من مظاهر حياة الإنسان على نحو عام، والطفل على نحو خاص، كونها تشكل جانبا مهما، وجوهريا في شخصيته.. بل إنها تعد سمته البارزة، التي تظهر جليا، في وعيه، وفي سلوكه، وفي تحكمه الغرائزي والانفعالي، وفي مجمل ضوابطه الأخلاقية، والوجدانية، والاجتماعية). لا ريب مع وجود الإنسان توجد الحاجات والرغبات والميول.. ضبطها من واجب الأسرة والتعاون مع المدرسة، فالتطور الثقافي للطفل مسؤولية الأسرة بتوفير الحاجات والمستلزمات بتنمية المواهب ورعاية الهيئة التعليمية لصقل المواهب، ووضعها بالطريق المستقيم للوصول للهدف المنشود، فالخلل بالبناء الثقافي للطفل يولد الأجيال المعوقة، فكرياً وثقافياً، وبالتالي لا يصدر منها إلا المحتوى السيئ والألفاظ البذيئة والانحراف الأخلاقي، الذي يهدم البنيّة الاجتماعيّة برمتها. 

في الفصل الأول: أساس بناء الطفل ص23 يؤكد الكعبي: (إن الطفل أساس الحياة وإن هذا الأساس هو الذي يواصل ديمومة الجنس البشري، ويمده بمقومات التجدد والتغيير لتستمر هذه المقومات في دفع عجلة الحياة في نظامها الثابت والمتغير، خاصة عندما تنمو طاقات هذا الطفل وتتكامل تدريجيا). لعلّ من الضرورة القصوى للبناء المجتمعي الصحة النفسية لخلق أجيال من الأسوياء لايحملون العقد وموبقات وإفرازات تجعل التردي الأخلاقي سمة ظاهرة.. تشذيب السلوك يفرز المعاني والدلالات، التي تسمو بالأفراد والمنظومة السلوكية العامة كضابط أخلاقي بالتعامل بالشارع، ووسط المجتمع .كما أكد ذلك الباحث فاضل الكعبي ص41 : (فإن التأكيد على الثقافة وفعاليتها في التوجه إلى الطفل بات من الأساسيات الضرورية في حياة الطفل والإغفال عن هذا الجانب أو تجاهله يعني ضياع فرصة من فرص نماء الطفل).. لطالما أكدت سابقاً الاهتمام بدرس الفنية وتنمية الذائقة للأطفال بالمدراس من رياض الأطفال للابتدائية والمتوسطة، برعايتهم والاهتمام بمسرح الطفل للترفيه والتوجيه والرعاية. لقد تناول الكعبي بعدة مؤلفات مهمة تنمية مسرح الطفل كما بكتابه «مسرح الملائكة « وكتابه «دور الصحافة والإعلام ببناء الطفل»، وغيره كما في صفحات وفصول الكتاب المعروض «الكيان الثقافي للطفل « يؤكد في ص 134 : ((ثقافة الأطفال الحصيلة العلمية المنتقاة بعناية فائقة من مجموعة معارف ومفاهيم وأفكار وتجارب عميقة، انطلقت في تحديد سماتها ماتها وماهيتها وفلسفتها من تداخلات بايولوجية وسيكولوجية متقاربة الفهم والتداخل مع معارف ومفاهيم أخرى عدة)، لا ريب ثمة صعوبة بالكتابة للأطفال، حيث يرى المؤلف في ص 267 : (يُعد أدب الأطفال من الفنون الأدبية التي تحفها صعوبات عديدة، أبرزها خصوصية المتلقي، أي الذي تتوجه اليه هذه الكتابة وهو الطفل هذا الكائن العجيب).