بغداد: هدى العزاوي
ضمن المشاريع الستراتيجية لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كشفت مستشارية مكتب رئيس الوزراء للتربية والتعليم عن خطط شاملة للنهوض بواقع التربية والتعليم العالي في البلاد بالتعاون بين الوزارتين واللجان المعنية في مجلس النواب، وتشمل تلك الخطط المعدّة لتحقيق المقاييس العالمية جوانب مادية تتعلق بالمنشآت والأبنية الجامعية والمدرسية على حد سواء وأخرى غير مادية وتتصل بالمناهج وطرق وأساليب التعليم والتدريس وإعداد المعلم والأستاذ الجامعي، فضلاً عن تعيين الآلاف من حملة الشهادات العليا وإطلاق برنامج "ادرس في العراق" لاستعادة المكانة التاريخية المرموقة للجامعات العراقية. وبيّن مستشار رئيس الوزراء للتربية والتعليم، عدنان السراج، في حديث لـ"الصباح": أنه "منذ مجيء حكومة محمد شياع السوداني أولت اهتماماً بالغاً بما يتعلق بالتربية والتعليم، كما أن هناك إحاطة كاملة من قبل رئيس الوزراء بما يجري في العملية التعليمية في العراق وكيفية إعادة النظر بها في ظل وجود الإمكانات الكبيرة في مكتبه والفريق المشكّل المعني بالتربية والتعليم" .
ونوّه بأن "هناك دراسات كاملة وستراتيجية للنهوض بالواقع التربوي في العراق وذلك من خلال الكثير من المشاريع؛ خاصة في ما يتعلق بالمنشآت والمعلم والمنهج والأستاذ الجامعي والعمل على تطوير القدرات لمواكبة التطور التكنولوجي الحاصل في دول العالم" .
وأكد السراج أن "توجه لجنة التعليم النيابية الأخير جاء منسجماً مع مستشارية مكتب رئيس الوزراء للتربية والتعليم وعمل فريق التربية والتعليم المشكل من قبل السوداني، وأنه من المؤمل أن تنهي هيأة المستشارين الستراتيجية التي وضعتها قريباً من أجل الحفاظ على الرصانة العلمية" .
من جانبه، قال رئيس الجامعة المستنصرية، الدكتور حميد فاضل التميمي، في حديث لـ"الصباح": إن "التوجيهات والتأكيدات مستمرة لوضع خطط وستراتيجيات للنهوض بواقع التعليم العالي، ولربما ابتدأت أول بوادر هذه الخطوات في محاولة تعزيز السمعة الأكاديمية للجامعات العراقية وذلك من خلال إطلاق برنامج (ادرس في العراق) في محاولة لإعادة الجامعات العراقية كمنطلق لطلبة الدول الأخرى وتحديداً طلبة الدول العربية" .
وأشار إلى أن "الخطوات تبدو جدية أكثر، ونأمل أن نشهد واقعاً مغايراً للتعليم العالي خلال للفترة المقبلة"، وبين أن "هذه السنة بالذات شهدت تعيين أكثر من 2000 أستاذ من حملة الدكتوراه، وخلال اليومين الماضيين تم تعيين أكثر من 8000 آلاف من حملة شهادة الماجستير، وتلك إحدى الخطوات الواقعية للنهوض بالتعليم العالي" . وأضاف التميمي، أن "هناك خططاً تتعلق بالأعداد المتزايدة من الطلبة خريجي المدارس الإعدادية بالنسبة للتربية أيضاً، حيث التوجه لاستحداث جامعات جديدة على أسس رصينة تراعي بشكل كبير جداً رصانة التعليم، وأن تكون متوافقة مع مؤشرات منظمة (اليونسكو) ومؤسسات العالمية المعنية بالتعليم العالي" .
في غضون ذلك، كشف عضو لجنة التعليم العالي النيابية، فراس المسلماوي، عن إعداد اللجنة "خطة لتطوير التعليم في العراق بالتعاون مع لجنة التربية البرلمانية"، مبيناً أنه "ستتم استضافة الكوادر المتقدمة في وزارتي التعليم العالي والتربية وحتى التعليم في الوقفين الشيعي والسني لتوحيد رؤية واضحة وثابتة في العراق" .
وأضاف "لدينا خطة بالإفادة من التجارب سواء كانت في المنطقة أو العالم من خلال استضافة خبراء ومستشارين والطبقات المستهدفة من التربية والتعليم من خلال الاستماع إلى الطلبة والأساتذة وخلق بيئة علمية بما يسمى (البيئة الجامعية).
وبين أنه "كذلك على مستوى التربية نحن نتابع هذا الملف باعتبار أن مخرجات التربية هي مدخلات التعليم العالي، وأيضاً من أجل رسم خطة واضحة المعالم للتربية والتعليم، وقد أوعزنا من خلال الاجتماعات والاستضافات للوزارتين بأن يكون هناك وضوح يحفظ العملية التربوية والتعليمية ويحافظ على الرصانة العلمية ويعطي زخماً للشهادة العراقية" .
تحرير: محمد الأنصاري