بغداد: نوارة محمد
نحن مع الشاعر والناقد خضير الزيدي، الذي عمل في الصحافة والإعلام كمعد للبرامج التلفزيونية الثقافية والوثائقية، الزيدي الذي أحب الشعر صدر له المجموعات الشعرية "أقفاص خارج الكلمات" و"حب يتعدى خارج الكلمات".
وكان قريباً من فن التشكيل بمؤلفاته التي برزت في الأوساط الثقافية وأهمها "الصياغات التعبيرية في النحت العراقي" و"ترميم الذاكرة"، و"التشابهُ والاختلاف: حوارات في الفن التشكيلي"، و"فاخر محمد بلاغة العلامة الحية" و"جدل في إثبات اليقين في جزأين منفصلين".
يحدثنا الزيدي عن فكرته التي لطالما شغلته في السنوات الأخيرة، ويقول "لنتفق أولا بأن في ذاكرة كل مؤلف كتاب لم ينجز ولن يكتب له الإصدار، ذلك لأن المؤلف مسكون بهاجس تجديد خطابه النقدي أو الشعري.
وشخصيا بدأت منذ أكثر من سبع سنوات بكتاب "لصوص الفن"، وجاءت فكرته بعد ان وصلت لقناعة أن الغالب من الفنانين يقعون تحت تأثير الاستنساخ أو السرقة، وبدأت في متابعة
الكثير ممن يعمل على الآخذ من
غيره أسلوبيا وفكرياً.. وانجزت منه أكثر من ثلاثة فصول ومقدمة وسبق لجريدة "الصباح" أن نشرت من تلك الأفكار. هذا الكتاب معزز بلوحات تتقارب فيها الأساليب الفنية من بعضها.. وأعتقد أنه سيشكل قيمة معرفية، لكنه في الوقت ذاته سيسبب لي العديد من المشكلات مع الفنانين، لأنهم عاشوا زمن المحاباة والمجاملات، ولم يقتنعوا بدراسات نقدية تعالج مشكلات التناص الفني أو السرقة الفنية.. من المؤسف أنني اكتشف متأخرا أن غالبية ممن
كنت أثق بهم كفنانين مثابرين، قد سقطوا تحت طائل التأثير بالآخر الغربي لدرجة الابتذال وهو أمر مخز بحق. فكرة انجاز هذا الكتاب قائمة لكن الأمر سيأخذ وقتا ومتابعة حقيقية.